Wednesday 1st September, 1999 G No. 9834جريدة الجزيرة الاربعاء 21 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9834


يارا
تكاليف كاظم الساهر
عبد الله بن بخيت

كلّف المطرب العراقي كاظم الساهر دول الخليج مالا يقل عن 160 مليار دولار وكلف بلاده العراق حوالي ثلاثة ترليونات أو أكثر كما كلف الفلسطينيين اكثر من عشرة مليارات وسلب منهم جزءا من قضيتهم الخطيرة كما كلف الدول العربية الاخرى كالأردن والسودان ومصر وحتى ليبيا وتونس وغيرها ما يمكن ان يبلغ حوالي مائة مليار عداً ونقداً, أما على مستوى الدماء فربما بلغ عدد الذين ضحوا بأرواحهم من اجل بروز نجمة ما لا يقل عن خمسمائة ألف شهيد, معظمهم من ابناء العراق وبعض ألوف من الاجانب من أمريكان وبريطانيين وخلافه, ولم تقتصر تكاليف نجومية كاظم الساهر على العرب وحدهم وانما وصلت فاتورته حتى الفيتناميين واليابانيين رغم انهم مع الأسف لم يجنوا ثمار متعة فنه.
لا ينكر ان كاظم الساهر فنان جيد وقدير ويمتلك موهبة فنية عالية رغم ان صوته لا يتمتع بجمال يوازي قدراته الاخرى (لك عليه!).
يبلغ الآن كاظم الساهر اكثر من اربعين سنة, ولاشك انه كان يغني في بلاده العراق منذ ثلاثين سنة تقريبا ولكننا لم نسمع عنه ولم تتكشف مواهبه التي أوصلته ليصبح فنان العرب الاول إلا بعد حرب الخليج, لن يجد المستمع العربي ما يبرر به غياب كاظم الساهر في أيام شبابه الاولى وأيام عز العراق عندما كان صدام حسين يصول ويجول في وسائل الاعلام العربية.
ولكننا فجأة وبدون مقدمات وبعد حرب الخليج يقفز كاظم الساهر ليكون مطرب العرب الاول ونجم الصحافة والحفلات العربية بل ورغم سنه نراه يصبح معشوق المراهقات ثم الملحن الاول خصوصا في مناطق الشام, وقد بارك ذلك الشاعر العربي الاول نزار قباني قبل رحيله وقلده وسام الحب الذي كان في حوزته ثم وقف معه امام عدسات التلفزيون ليطلق يده في دواوينه ليغرف منها ما يشاء بلا حساب لتأكيد هذه البيعة وهذا الوسام, ثم بدأ الفنانون العرب في التسابق على ألحانه, في البداية كادت الصحافة ان تلقبه بفنان المثقفين ولكنه رفض هذا لانه كان في غاية الذكاء، لم يرد ان يسجن نفسه مع فيروز ومع ام الصراخ ماجدة الرومي ومارسيل خليفة (خمة لبنانيين)لانه رأى وهو مصيب ان يتجه محمولا على العواطف ليصبح فنان الجميع: مثقفين وجهلة, فبعض العرب مازالوا يعتقدون ان العراق راح ضحية القوى الامبريالية بعد أن أوهمهم الإعلاميون إياهم، لذا لا يوجد ما يمكن ان يقدمه هذا البعض للعراق تكفيراً عن تخاذلهم إلا بتكريم كاظم الساهر ورفعه كيداً بالخليجيين,!! ونحن نعرف والكل يعرف ان العراق لا يمتلك تاريخا في تصدير الفن للعالم فالفن في العراق لم يستطع ان يفيض ابداً على العرب في صورة مؤسساتية متكاملة وهو يشبه في هذا السودان, فهاتان الدولتان تمتلكان أغاني ونغمة عربية ولكنها محلية وللاستهلاك المحلي كما لم نعرف من السودان سوى اسماء مطرب او مطربين وأغنية او اغنيتين على مدى عشرات السنين وهذه حال العراق فالتاريخ كله لم يقدم لنا من العراق سوى الغزالي وبعد سنوات طويلة عرفنا سعدون جابر بفضل دورات الخليج.
فقيمة كاظم الساهر لم تأت من تميزه عن الفنانين العرب او العراقيين وانما من توقيت خروجه من العراق حيث خرج في الوقت الذي امتلأت عواطف بعض العرب بالتعاطف الجياش مع العراق في محنته فهو بمثابة كربلاء وتكفير عن تخاذلهم عن نصرة العراق!!.
واعتقد ان الفرصة متاحة للسودان لانتاج فنان العرب للقرن القادم فمجرد ان يقوم السودان بغزو ليبيا ويعلن بأنه سوف يوزع النفط المنهوب على ابناء الامة العربية عندها ستهب القوى الاجنبية لتحرر ليبيا وتدمر السودان وتفلس الامة العربية وتلغي ما تبقى من قضية فلسطين ولكن النتيجة تستحق التضحية فالأمة العربية ستكسب مطربا سودانيا يضاف إلى كاظم الساهر!!.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved