تنقل لنا الصحف اليومية مشاعر الحزن والاسى على فراق ابي نواف -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته وقد تتبعت ما يكتب ووجدت أن الاثر في نفوس أبناء المملكة العربية السعودية كبير وحاولت كثيراً أن أكتب عن مشاعري ووجدت أن الحزن الذي عبر عنه الاخرون هو حزني وعاطفتي تجاه ذلك الرجل العزيز الامير فيصل بن فهد - يرحمه الله-.
وأعتقد أنه عجز قلمي في ان يعبر عما في داخلي، ولكن ما أشعر به أنني أؤمن بأن الموت حق وأن فيصل سيظل في قلوبنا بل إن جيل الفيصل من الشباب سيبقى يذكره وستتوارثه الاجيال لأن سموه -رحمه الله- له شخصية تستحق هذا التوارث, قبل أيام من وفاة صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- رحمة واسعة أطلت علينا هيئة سموه في ذلك التجمع العربي وقف سموه في تلك اللحظات رمزاً شامخاً لشباب العرب، وتحدث بكلمات مؤثرة تعكس لنا معنى التضامن والتسامح والوفاء.
ولاشك ان الشباب العربي يكن لسموه قدس الله روحه كل المحبة والتقدير ومن الطبيعي أن يكون للشباب السعودي مشاعر أخرى متميزة.
فهو راعي النهضة الرياضية في بلادنا ومهندسها لقد عكس في خطابه عقلية الانسان السعودي تجاه اخوته في الوطن العربي كما أعطى للتسامح والمحبة معنى يرتقي في مضامينه ومن استمع لخطاب سموه الاخير ليدرك ان الاسرة السعودية تقوم على مبادئ لاتصدأ,.
كانت الكلمات ممزوجة بتلك المبادئ الاسلامية العظيمة وعلى الرغم من أنه يتحدث باسم الشباب العربي إلا أنني شعرت كأحد أبناء السعودية بشيء من الاعزاز بل ان دمعة من دموع المحبة والمفخرة عبرت عن المدى الذي تنعم به بلادي بوقوف هذا الرمز الوطني السعودي وهو يسطر للجميع ملحمة من ملاحم التحديات العربية لمواجهة الظروف المحيطة بالتضامن العربي.
وكانت الايام القليلة التي سبقت يوم وفاته مليئة بأحداث ارتقت بإنسانية صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- الى مستوى يليق بما عرف عن سموه من أفعال الخير.
وعلى الرغم من الدعم المادي الذي تبرع به -رحمه الله- لصالح دار الايتام، إلا أن هناك مواقف تجلت فيها الانسانية بابهى صورها لقد حرص سموه أن يقرن الدعم المادي بدعم معنوي مستمد من النهج الاسلامي العظيم وكأن سموه يقول ان المسلمين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد.
وعندما شاع خبر وفاة صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز احتبست الدموع بغصة لأن الفاجعة صدمة كبيرة وكأني أقف على حال من اقترب في معاشرته لسمو الامير فيصل -رحمه الله- عرفته كأحد أبناء هذه البلاد,, شاب تولى مسئولية رعاية الشباب في وقت سبقت النهضة الشاملة التي عاشتها المملكة.
وكان خلال الخمس والعشرين عاماً مثالا للقيادة الإدارية حتى أصبحت المنشآت الرياضية في بلادنا أقرب للخيال منها للواقع بل ان النهضة الرياضية ومنشآتها تجاوزت المدن الرئيسة لتشمل الكثير من القرى والمناطق النائية حتى أن تلك المنشآت أصبحت مألوفة ولم يعد الشباب السعودي تبهره المنشآت الرياضية في خارج بلاده لأنه يمتلك مثلها إن لم تتفوق عليها في الشكل والمضمون ومن الطبيعي أن يكون للمنشآت الرياضية ثمرة ناضجة فالمنجزات الرياضية للشباب السعودي على كافة المستويات دليل على التخطيط السليم والنظرة الثاقبة التي كان يتمتع بها صاحب السمو الملكي الامير فيصل -رحمه الله-.
إن من أتيحت له الفرصة للعمل مع سموه غفر الله له لمحظوظ فهو مدرسة يحتذى بها في اتخاذ القرار وفي التعامل مع المواقف.
وبحكم مسئوليتي كأمين للاتحاد السعودي للكارتيه والتايكوندو والجودو، نلت شرف التعرف على أسلوب صاحب السمو الملكي الامير فيصل -رحمه الله- في الإدارة وأحاول جاهداً أن أطبق ذلك في حياتي العملية واقترح على من هم حول سموه ان يجدوا في إبراز مناقب سموه وإنجازاته خاصة من النواحي القيادية والادارية فهو منهج يمكن ان يستفاد منه في إدارة الانشطة الرياضية وانا واثق من أن المادة التي سوف يحتويها كتاب يحمل اسمالمنهج القيادي للأمير فيصل سيكون لها قيمة علمية وعملية تفيد الاجيال القادمة.
لا املك إلا أن اعزي نفسي واخوتي في المملكة العربية السعودية وفي الوطن العربي الكبير في هذا المصاب الجلل وأن أرفع الى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين والى ولي عهده الامين والنائب الثاني والاسرة المالكة التعازي المقرونة بالدعاء لسموه ان يتغمد روح الامير فيصل بن فهد بواسع رحمته وان يجعله في جنات الخلد.
وان يلهم الجميع الصبر والسلوان إنه سميع مجيب.
* قائد الدوريات الأمنية وأمين الاتحاد السعودي للكارتيه والتايكوندو والجودو