** نعود لقضيتنا حول التشخيصات وضحاياها,, وننتقل في هذه الزاوية إلى قضية أخرى حول التشخيص الخاطىء,, لكنه هذه المرة,, أهون بكثير,, حيث إنه لا يتعلق بالبشر,, بل يتعلق بالمعدات والتجهيزات ومنها,.
** أولاً,, السيارات,, فعندما تتعطل سيارتك أو ترتفع حرارتها تذهب لهذه الورشة فيقول لك علة,, ثم تنتقل إلى ورشة أخرى فيقول لك علة أخرى,, ثم تذهب لثالثة وهكذا,, كل يشخص بعلة مختلفة,, وتذهب للوكالة,, فتجد علة عاشرة,, وتدخل في دوامة طويلة عريضة,, إذ إن كل ورشة لها رأي,, بل عندما تتفق ورشتان في رأي واحد,, يختلف السعر اختلافاً كبيراً للغاية,, والمشكلة,, أن كل ورشة تحاول تسفيه رأي الورشة التي سبقتها,, وكم سمعنا من قصص طويلة عريضة في هذا المضمار,.
** فشخص يقول,, إنه عرض سيارته المتعطلة من خلال السطحه على أكثر من ورشة,, بل إن بعض الورش طالب بتغيير الماكينة,, ومنهم من قال,, بل القير وطالبوا بمبالغ خيالية,, وفي النهاية,, شاهدها شخص في الشارع,, وغير مسماراً صغيراً داخل السيارة قيمته خمسون ريالاً,, فعادت السيارة كما كانت.
** وهناك قصص وحكايات كثيرة ومختلفة حول تشخيص العطل وحول امكانات العمالة داخل الورش,, وحول ورش الوكالات ونوعية عمالتها وحول قطع الغيار وحول الأمانة داخل هذه الورش,, وهي قصص كثيرة جداً,,بل مخجلة أحياناً,, والمؤسف,, أن بطلها في أكثر الاحيان,, ورش الوكالات,.
** الثاني في التشخيص الخاطىء للمعدات والأجهزة,, هي الورش الالكترونية,, أو,, ورش تصليح الثلاجات أو ما يسمونه,, ورش التبريد.
** هذه الورش,, هي الأخرى,, مضحكة للغاية,, إذ إن كل العاملين فيها,, هم من جنسية واحدة تقريباً,, وبلدهم هذا,, لم يصنِّع ثلاجة واحدة أو برادة واحدة على الاطلاق,, فمن أين عرفوا هذه الأعطال,, وكيف تخصصوا في تصليح الثلاجات والمكيفات والبرادات؟
** تأتي إلى أحدهم,, بمكيف فيقول على الفور,, غيِّر الكمبرسور وتأتي بالثلاجة فيقول,, غيِّر الماطور ومن المعلوم,, أن المكيف كله كمبرسور والثلاجة,, كلها ماطور ومتى غيَّر هذا أو ذاك,, فمعنى ذلك,, أن الجهاز عاد جديداً.
** وهكذا الشأن في التلفاز وفي الاجهزة الالكترونية الأخرى,, وفي الغسالات وفي كل شيء.
** العمالة,, كلهم تعلموا هنا,, فقد جاءوا مجرد عمال,,وتعلموا لدينا,, مثلما تعلَّم المليص,, والسباك,, والدهان,, والمبلط,, والكهربائي,, والبنّاء,, والسمكري وغيرهم.
** نعم,, جاءوا إلينا لا يعرفون أي شيء,, وعادوا إلى بلدانهم عمالاً مهرة,, وفوق ذلك,, معهم مئات الآلاف من التحويلات,, ومع ذلك,, يقول
بعض شبابنا,, لم نجد شغلاً,, أين العمل؟!!
عبد الرحمن بن سعد السماري