من جديد تتأكد رؤية المملكة حول الاقتصاد الوطني، عبر ما تفضل به سمو نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إبان ترؤسه جلسة مجلس الوزراء الأخيرة.
ففي مستهل الجلسة، حرص سموه الكريم - يحفظه الله - على تأكيد المكانة الاقتصادية المهمة التي تتميز بها المملكة ولله الحمد، وهي مكانة ما كان لها أن تتحقق لولا جهد القيادة الرشيدة الواعية، التي أدارت دفة عجلة الاقتصاد بالمهارة اللازمة لارتياد آفاق النجاح المأمول في مسار التنمية.
وقد تحدث سمو نائب خادم الحرمين الشريفين عن ركائز الاقتصاد الوطني وما يقوم عليه من ثوابت مع الإشارة إلى بعض سماته الأساسية القائمة على مفاهيم الاقتصاد الحر والأسواق المفتوحة للمال والسلع والخدمات والمنتجات.
وبالطبع ليس من المستغرب أن يحقق اقتصادنا الوطني طموحات القيادة في مستوى متقدم من العيش لمواطن هذا البلد، فالثوابت والسمات الأساسية للاقتصاد استفادت من الرؤية الثاقبة للقيادة توظيفاً للموارد في إنشاء البنيات الأساسية، فانتظمت المملكة شبكة عملاقة من الطرق، وتم اعتماد التمويل الهائل على الركائز الاقتصادية في مجالات الصناعة والزراعة والخدمات بأنواعها، كما تم توظيف التقنيات الحديثة لتكون في خدمة النهضة والازدهار من خلال مجالات الاتصال والإعلام، وتم أيضاً الاهتمام بالعناصر الأساسية لنمو المجتمعات من حيث توفير المياه الصالحة للشرب عبر مشاريع التحلية العملاقة لمياه البحر، واستمر الانفاق على كل الأصعدة، وفي مختلف المجالات للارتقاء بواقع الحياة يوماً بعد يوم وسنة بعد أخرى.
أما الإنسان,, الهدف الأسمى للتنمية وبرامجها,, فقد ظل دوماً في المكان الأميز من قلب القيادة,, فكان ما تم من إنفاق وتمويل وبرامج تنمية ومشاريع خدمات,, كان هدفه الأول والأخير ذلك الإنسان، بل إن تأهيل وتدريب وصقل المواطن الذي كان له النصيب الوافر في قائمة المصروفات السنوية لكل ميزانيات الدولة,, توخى دوماً أن يكون مردود ذلك عائداً على المواطن نفسه,, بتمليكه وسائل تطوير نفسه وأسرته ومجتمعه، بل وتسنم المكانة التي تؤهله لتحمل شرف مسؤولية التنمية، وتولي إدارة عجلة الرفاهية والرخاء بدعم ورعاية وإشراف كامل من القيادة الرشيدة.
إن ثوابت اقتصادنا الوطني - كما أكد سمو نائب خادم الحرمين الشريفين - تهدف إلى تحقيق نمو الاقتصاد الوطني بصفة منتظمة لأمن ورفاهية المواطن، كما تهدف لازدهار المجتمع، مع المحافظة على القيم الإسلامية لمجتمعنا, هذه هي الثوابت وذاك هو الإنسان السعودي,, هدف التنمية ومبتغاها.
الجزيرة