مشكلة العام ألفين في حلقات,. من قال إن الحياة يمكن أن تكون مرهونة بأرقام؟ |
* عبدالعزيز أبانمي أمريكا
كنا في الجزءين الأول والثاني من هذه السلسلة من الحلقات عن المشكلة الألفية قد تناولنا بشىء من التفصيل تاريخ ظهورها والأسباب التي أدت الى ولادتها، كما اننا في الحلقة الثانية قد اشرنا الى وجود الكثير من الماوف التي لا مبرر لها بخصوص هذه المسألة والتي تصل في بعض الأحيان الى تحولها الى خرافات لا أساس لها من الحقيقة او الصحة.
وبدأ من هذه الحلقة، نبدأ في سرد بعض من هذه الخرافات وكيف انها تجعل هذه المشكلة تأخذ حجما أكبر مما ينبغي، كما اننا سنحاول إعطاء صورة دقيقة عن الآثار السلبية اليت يمكن ان تتسبب فيها هذه المشكلة.
الخرافة الأولى:
جميع الأنظمة الالكترونية التي تمثل العمود الفقري لكل الأنشطة الإنسانية ستصاب بالجمود والشلل!!
يعتقد البعض ان هذه نالعلة ستؤدي الى نهاية العالم ذلك ان هذه المشكلة ستؤدي الى تعطل أسواق المال والأسهم العالمية، والى توقف المصارف عن العمل نتيجة الضغط الذي ينشأ عن تدافع الجميع على سحب الكثير من الأموال والنقود من مكائن الصرف وفروع المصارف كما ان المشكلة ستؤثر سلبا على البنى التحتية لمصادر الطاقة ووسائل النقل التي ستصاب بالعجز، كل ذلك مجرد جزء بسيط من قائمة طويلة من المشاكل المتوقعة, كما ان المخاوف لا تقتصر على العامة بل تشمل الخبراء أيضا ففي دراسة جرت حديثا شملت 39 مبرمجا مع خبرة لا تقل عن 17 عاما في مجال الحاسب طلب القائمون على الدراسة من هؤلاء المبرمجون ان يضعوا تقييما لحجم هذه المشكلة على مقياس مكون من 5 درجات يبدأ من الرغم (1) (لا مشكلة على الاطلاق) وينتهي بالرقم (5) (دمار اقتصادي شامل) وكانت النتيجة ان معدل التقييم العام كان 3,96 وهو ما يشير الى التخوف الشديد لدى بعض الخبراء من هذه المشكلة.
الحقيقة:
الحقيقة هي ان مشكلة العام 2000م تعتبر علة مزمنة بعض الشيء، وتنتشر على نطاق علامي يستوجب معه سرعة التحرك لحلها، غير ان معظم المنظمات والقطاعات الحكومية والخاصة في كثير من البلدان ستتمكن من إصلاح او تغيير اجهزتها في الوقت المحدد، كما ان معظم الخبراء الذين يتمتعون بالخبرة في حل هذه المشكلة، إن لم يكن معظمهم، يسخرون من تلك الصورة السوداوية التي جاءت في مقدمة هذا المقال.
وعلى سبيل المثال، فإن سالي كاتزن المشرفة على اللجنة الحكومية الامريكية المكلفة بحل المشكلة في 24 مكتب حكومي تشير الى عدم وجود أي مخاوف لديها من اصابة أي من الأنظمة باي عطل او جمود، وان كل المصالح ستسير على ما يرام قبل وبعد الألفية الثالثة, اما كاتزمن لونج مسؤول الخدمات الجوية وكالة الطيران الاتحادية فيشير الى ان هذه العلة لن يكون لها تأثير يذكر وانه متأكد وواقا من هذه الحقيقة لدرجة انه سيركب الطائرة منتصف ليلة القرن الجديد.
اما قطاع الطاقة الامريكي فقد استعد مبكرا لحل المشكلة فقد انهت الشركة المسؤولة عن تزويد ولاية كاليفورنيا بالطاقة والغاز الصناعي استعداداتها لحل هذه المشكلة مع بداية هذا العام، حيث يشير المسؤولون الى ان المشكلة لو لم يتم حلها لكانت اثرت على أنظمة الفواتير ومواعيد الصيانة فقط دون أي تأثير على نظام توزيع الطاقة بسبب الطرقة التي تتم فيها إدارة هذا النظام والتي تتم بشكل يدوي.
واضافة الى قطاع الطاقة يمثل القطاع الاقتصادي والمالي بورة محتملة للتاثر بهذه العلة، غير ان لنك ماغري المنسق العام لمشروع حل المشكلة الألفية في مجلسي ادارة السندات المالية الامريكي، وهو المجلس الذي يرف على عمليات البيع والشراء في أسواق الاسهم الامريكية الى انه لم يصادف اية صعوبات في جعل مختلف الشركات تتسابق الى حل المشكلات مبكرا، اذ ان هذه الشركات العاملة في القطاع المالي الامريكي، بدأت منذ أكثر من ثلاثة سنوات في وضع حل ناجع لهذه المشكلة وهو ما يجعل نك واثقا من ان التعاملات المالية من بيع وشراء خلال اليوم الأول من عام 2000م لا تسي كالمعتاد.
والحقيقة الواضحة تتمثل في ان القطاع المالي يبدو واعيا جدا لأبعاد هذه المشكلة ذلك ان البرامج الحاسوبية المستخدمة في العمليات المالية تتطلب كثرة استخدام التواريخ في العمليات الحسابية اضافة الى ان كل شخص يعمل في هذا القطاع يدرك حجم التعقيد في التعاملات المتشابكة بين مختلف الشركات والمنظمات, ونتيجة لذلك كانت هذه الشركات واقعة منذ البداية تحت ضغط كبير لحل المشكلة.
|
|
|