النافذة هل تقنية المعلومات ستغير طريقة حياتنا في الألفية المقبلة؟ م, مشبب محمد الشهري |
ان تشغل غسالة المواعين عن طريق الجوال او ان تحصل على الثلاجة براد التي تطلب الحليب او ايا من نواقصها من خلال الانترنت، فهذا امرا غير ممكناً في وقتنا الحاضر إلا انه سيكون ممكنا في القريب العاجل, بهذه الكلمات استهل Carol Liven مقال في مجلة pc Magazine بتاريخ 22/6/1999م تحت عنوان الأجهزة الصغيرة المفكرة ان زراعة الشرائح السليكونية في الأدوات المنزلية لجعلها ذكية يعد بحق سوقا ً واعداً في المستقبل القريب، وحسب المقال الآنف الذكر، فانه يوجد هناك أكثر من 120 نوع من هذه المعالجات منتجة من قبل 40 شركة وسوف تغير طريقة الحوسبة في الألفية المقبلة, وقد بدأنا فعلا نرى بوادر هذه المعالجات يأخذ طريقه الى كثير من الآلات الحياتية المعاصرة، مثل اجهزة الماكرويف والغسالات، اما أكثر الأجهزة استعمالا لهذه المعالجات فهي أجهزة ألعاب الفيديو وهواتف الجوال وفي السيارات وعندما نقول عن هذه التقنية بانها تقنية واعدة للمستقبل القريب فنحن نعني ذلك و للتدليل نسوق هذه الاحصاءات، فقد أتى في المقال: على الرغم من أن مبيعات معالجات الحاسبات الشخصية pc يقاس بالملايين والنمو السنوي لها يتراوح حول 15%، فإن المبيعات من المعالجات المضمنة المزروعة داخل أجهزة وآلات اخرى تقاس بالبلايين وبلغت نسبة النمو 50% للسنة الماضية و100% للسنة التي قبلها, يبدو ان هذه الاحصاءات فقط داخل الولايات المتحدة الامريكية و من الآلات الجديدة المستخدمة لهذه التقنية ما تقوم به شركة IBM من تطوير ما يدعى Cyberphones وهو عبارة عن تركيبة توليفية بين الهاتف الجوال وبين الحاسوب اللاسلكي للاتصال بشبكة الانترنت، وقد استطاع مهندسو الشركة من التوصل الى إيجاد شاشة تقديرية افتراضية صغيرة حيث تبدو الصور والأحرف والرموز فيها مثل ظهورها ف شاشة الpc وذلك باستخدام المرايا, كما يوجد هناك ساعات معصمية تستخدم كهاتف خلوي وكذلك للوصول الى البيانات بالاضافة لعملها كساعة, لقد كونت الشركات الكبيرة (اريكسون، مترولا، نوكيا، وبسيون) اتحادا لتطوير لغة برمجية تشغيلية موحدة للأجيال المقبلة من هواتف الجوال وذلك لاستخدامها للوصول الى الانترنت.
لم تكن تقنية المعالجات الذكية حكرا على الهواتف الخلوية فقط، فقد وجدت طريها كذلك الى الثلاجات المنزلية (النموذج التجريبي) ففي المقال السابق الذكر تستخدم هذه الثلاجة معالج من انتل وذاكرة 32 MB ووصلة ايثرنت وشاشة مسطحة تعمل باللمس وقاري الرموز ونظام النوافذ 95، عن طريق هذه الثلاجة ومن خلال إيصالها بخط الهاتف يمكن التبضع من الانترنت ويمكن دفع الفواتير ويمكن تلقي وإرسال البريد الالكتروني و كذلك يمكن مشاهدة التلفزيون .
ونصل الآن الى التساؤل المهم وهو الا تحتاج كل هذه الآلات الى لغة مشتركة للتفاهم فيما بينها؟ والجواب بلا وقد أتى من لدن شركتي ماكروسوفت وماكروسيستم، فعلي الرغم من محاولة شركة ماكروسفت المستميتة لجعل لغة النوافذ المشهورة بCE هي لغة التفاهم بين المعالجات الذكية، إلا ان صن من ماكروسيستم دخلت الرهان بقوة ببرنامجها المسمى Jini حيث تعقد الآمال الكبيرة على هذا الجني بأن يكون هو اللغة التخاطبية لهذه الأجهزة الذكية حيث سيضمن داخل كل جهاز وبذلك تنتفي الحاجة الى جهاز حاسب آلي كوسيط يقوم بالتنسيق بين الأجهزة وهذه أهم مميزات هذا البرنامج الجني.
وبعد كل هذا هل هناك شك في اننا مقبلون على ثورة معلوماتية ثانية هائلة تعد ثورة المعلومات الأولى متواضعة اذا قيست بها, وهنا فليسمح لي القارىء العزيز في أن انغص عيه سكينته وهدوءه بهذا السؤال الاستفزازي ليس الهدف ايقاظ أي حافز لدى المتلقي فهذا ميؤوس منه ولكن الهدف هو التنكيد فحسب او في أحسن الحالات جس نبض الحياة لدينا هل لا زال ينبض، والسؤال هو اين نحن من كل هذا؟ وتصبحون على خير.
m m shahri* scs org sa
|
|
|