Wednesday 1st September, 1999 G No. 9834جريدة الجزيرة الاربعاء 21 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9834


فيصل,, ستخلده أفعاله وقلبه الكبير

اي رجل أنت ابا نواف وأي قلب كبير كنت تحمله بين حناياك وأي رثاء وأي حزن وأي دموع تطفئ حرة فراقك أو يستاهله محياك لو كتبنا لسنوات وسنوات عنك لن نوفيك ولو جزءا بسيطا من حقك,, ولو أصبح شعر الجزيرة كله فيصلا لن يستطيع ان يرثي فيصلا الانسان.
كنا نعلم ببعض افعال الخير التي تفعلها والقليل القليل عنها ولكنها أكبر وأعظم مما علمناه,, فكل يوم يفاجئنا بنور يظهر في أيام الظلمات وتنفضح أسرار أخفيتها عن اقرب الناس من اعمال الخير والبر والتقوى,, لم تفعلها للمفاخرة او للمحاباة ولكنها لوجه الله عز وجل,, اخفيتها بحياتك وشاعت بعد مماتك ورحلت يا فيصل وسطع نجمك اكثر وأكثر باعمال الخير,, وكل يوم نسمع ونقرأ عن اشياء لا يعلمها إلا الله وأنت,, وأقسم انه تفاجأ الكثيرون مثل ما أنا تفاجأت.
أي الرجال انت,, وأي انسان أنت,, وأي قلب كبير يحمل هذا الخير والحب والعطاء,, علمتنا يا فيصل درسا بل دروسا ورحلت,, لم تتركنا على الميهاف بل صعدت باسم بلدك إلى المجد بأفعالك لا بالاقوال,, واليوم يشهد العالم كله لك.
قلما تنجب الارض مثلك فمثلك نادرا ما يجود به الزمن ومهما فعلنا لن نكون نقطة في بحرك,, اي رجل واي انسان أنت لن أرثيك بل العالم,, والتاريخ,, سيرثيك اكثر منا ولن نبكيك لو سيلنا انهار الدنيا بدموعنا ولن نوفيك,, ولن نجازيك ولو حفرنا الصخر بأيدينا ولكن جزاءك عند بارئك اكبر وأكثر فجزاؤك عند من خلقك وأخذك منا فجأة وبقيت على قلوبنا وقلوب البشر ملكا متوجا,, وسكنتها إلى الابد بأفعالك العطرة.
لا ولن يغيبك الموت عنا,, فأنت بيننا,, بأفعالك وأقوالك ومواقفك المشرفة ومنابر المجد والعز التي شيدتها بكل محافل ومنابر هذا الكون الفسيح.
كيف تموت وانت بعيون اليتامى,, بجدران منازل المحتاجين التي شيدتها بكل صرح للمجد اعتليته بكل مدرسة لحفظ كتاب الله احتضنتها يقولون مات ويقولون رحل لا والله لم ترحل ولن ترحل فمن مثلك لا يرحلون عنا أبدا وان غابت وجوههم وأجسادهم عنا فمن مثلك سيسطر له التاريخ تاريخا له وحده ينقش اسمه على صفحات السنين.
لن أعزي اخوتك وأخواتك ولن أعزي نوافا وخالدا وشقيقاتهما ولن اعزي زوجتك فهل يعزى بمن مثل فيصل,, وكيف نعزيكم وهو معنا باق للابد فاسمه محفور على جدار الزمن من ذهب وارث كبير في قلوب وعيون البشر,, ولن اعزي مولاي الملك فهد فهل يعزى من خلف فيصلا! فقط أقول له خلفت يا مولاي رجلا ولا كل الرجال وربيت في عرين العز,, عز الرجال وأي الرجال,, وأي انسان,, الموت حق علينا وكل نفس ذائقة الموت ولن يخلد بها أحد.
ولكن فيصل بن فهد ستخلده افعاله,, وقلبه الكبير الذي ملأه الحب والحنان حتى فاض لبلده ولكل العالم.
ستخلده سيرته العطرة وأياديه البيضاء الممدوة دائما للخير والرحمة.
أبو نواف,, مازال وسيظل بيننا,, لن يغيبه الموت سيبقى بريقه كالفنار,, وافعاله ستتناقلها أجيال بعد أجيال,, بعد أجيال,, إلى ان يرث الله الارض وما عليها سيبقى فيصل معنا ولكن روحه الطاهرة عند بارئها في جنان الخلد إن شاء الله بجناته الفسيحة مع الشهداء والابرار.
اللهم اغفر لفيصل وألهمنا الصبر وثبت إيماننا فمصابنا به جلل عظيم.
الاميرة البندري بنت منصور بن جلوي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved