الإيمان كل لا يتجزأ ,, والمسلمون يؤمنون بما جاء بالقرآن الكريم والاحاديث النبوية, فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي).
من هذا الايمان المطلق نؤمن إيمانا تاما بأن الزلازل والبراكين والكسوف والخسوف والسيول والفيضانات والكوارث آيات لله يرسلها على عباده انذاراً وتخويفا,, وهي آيات ونذر ليست مقصورة ومحصورة في الاماكن التي حدثت فيها واصابتها الاضرار,, ولا الزمان الذي شهدها وعرف بها أهل ذلك الزمان، بل آيات لكل البشر اينما وجدوا وتذكير لأهل ذلك الزمان وما بعده مما يتناقله المؤرخون والرواة, ولذا فقد حفلت القصص التي اوردها القرآن الكريم بالعديد من الاحداث التي اريد بها التذكير والتخويف وتأكيد قدرة الخالق,, والايام الماضية حفلت بالعديد من الآيات والاحداث التي شهدتها الكثير من البلدان وكوكبنا الارضي، فمن الكسوف الذي شهده العالم كله الى الاعصاير التي حصلت في الصين وفي المكسيك والجزء الجنوبي من الولايات المتحدة والى السيول في بعض البلدان الافريقية والآسيوية.
وأخيرا الزلزال الذي ضرب تركيا والذي خلف دمارا هائلا بالاضافة الى سقوط عشرات الآلاف من القتلى وتشريد أكثر من نصف مليون إنسان لا يزالون يبحثون عن مأموى بعد ان تهدمت منازلهم.
فهل يتعظ البشر، ويثوبون الى رشدهم، ويؤخذ الدرس من هذه الابتلاءات.
ونحن هنا اذ نتحدث عن المسلمين ونحن أولهم، ماذا استفدنا من الكوارث التي شهدها العالم في الايام الاخيرة؟ هل راجعنا أنفسنا,,؟
هل تدبرنا أمرنا وتمعنا في آيات الله التي ارسلها نذرا لنا، وتخويفا للعالمين؟
وهل يأخذ المسلمون قبل غيرهم العبرة مما حصل، ويؤمنون انه ابتلاء من الله؟ فمن سنة الله عز وجل ان تبتلى النفوس في الدنيا بالخير والشر والامن والخوف والنعم والمحن.
إذن فالابتلاء ليس فقط التعرض للمحن كالزلازل والسيول والكوارث وانعدام الأمن والخوف واشاعة الارهاب والاضطراب الذي يطغى على كثير من البلدان، بل ايضا التمتع بالخير والأمن والنعيم هو من الابتلاء الذي يختبر به الخالق عز وجل عباده فإن احسنوا التعامل مع هذه المكرمات اثابهم الله في آخرتهم، وان لم يحسنوا التعامل معها بما اراد الله ووجّه به عن طريق كتبه ورسله نزعها الله منهم وعذبهم بها في الدنيا والآخرة.
تلك هي شريعة الله، وهي شريعة العدل والحق، فالخالق الذي وهب لعبده كل شيء يستوجب منا الشكر والحمد والعبادة الخالصة النقية من كل اهواء، فمن صدق الله زاده واثابه يوم القيامة وان عصى عذبه في الدنيا والآخرة، وما نشهده بين الحين والآخر من كوارث آيات لنتعظ نحن اولاً ولإيقاظ الآخرين والله المستعان.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com