عزيزتي الجزيرة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
تعقيباً على التحقيق الذي أجراه الأستاذ/ عبيد العتيبي وفقه الله، في العدد 9829 من جريدة الجزيرة بعنوان قرار سعودة العمل بمحلات الخضروات والفواكه يصطدم بعدة معوقات .
فقد شدني التحقيق المذكور، وأشيد بالمحرر لحرصه على طرح هذا الموضوع وأخذ آراء اصحاب الشأن حياله، لكني أعتب! وأعجب! إذ كيف تعد آراء اصحاب المحلات هي الفيصل في الحكم بصلاح القرار او اصطدامه بما سُمي (عدة معوقات) فرأي صاحب المحل لابد أن يتوافق مع مصلحته (المادية) وعندها سيقول (القرار يصطدم بعدة معوقات) لأن المعوقات التي يعنيها صاحب المحلات:
1 - زيادة في رواتب العاملين.
2 - ميلاد منافس جديد في السوق، بل في (المحلات) ويخشى من نقل الخبرة إليه لكي لا ينطبق عليه قول القائل:
أعلمه الرماية كل يوم فلما أشتد ساعده رماني |
وما علم هذا التاجر (صاحب عدة محلات) المسكين الذي استقدم عمالة أجنبية: هندية أو نيبالية او غيرها، ويدينون بأديان بوذية أوهندوسية أو بقرية، فيحملون أمواله ليحاربوا بها إخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بل تجد من هؤلاء التجار من يأمنون اولئك الاجانب على كل ممتلكاتهم من أموال - سيارات - بضائع - أرصدة - الخ, بل من التجار من اعطى هذا الاجنبي نسبة معينة على إدارة أحد أوكل هذه المحلات قد تصل إلى 50 في المائة، ويبخل على ابنه او ابن اخيه او ابن عمه (ابن الوطن) ب(1200 ريال) بل منهم من يعمل لدى مكفوله براتب, اذا لم يقف التاجر مع هؤلاء الشباب ويأخذ بأيديهم ويوجههم ويرشدهم فمن سيقف معهم؟ أنستقدم عمالة اخرى ينقلون لهم الخبرة والتوجيه؟ أما القول بأن الشاب السعودي لن يعمل في اسواق الخضار والفواكه، فهذا خلاف الواقع, فإننا نلاحظ ازدياد الشباب في أسواق الخضار سواء في محلات والديهم او في مباسط خاصة بهم وهذا الذي اقض مضاجع من يقللون من فائدة هذا القرار الناجح، بل إننا نعرف الكثير من الشباب ممن كانوا عالة على اسرهم، وعلى مجتمعهم، توكلوا على الله وفتحوا مباسط يتاجرون فيها، اصبحوا يوظفون اصدقاءهم معهم، ويشجعونهم على طلب الرزق الحلال، كيف لا والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: تسعة اعشار البركة في التجارة بل إنك تجد من بعض الشباب السعودي من يعمل في حمل البضائع على عربات, وهذا أمر محمود وبشائر خير لهذا القرار الحكيم، أليس هذا افضل من ان يكونوا عالة على غيرهم، بل عالة على مجتمعهم، بطلب المال بطرق غير مشروعة, وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والله نسأل ان يبارك في ابناء المسلمين في الدارين، وهو المسؤول ان يهديهم السراط المستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
عبد العزيز بن محمد العسكر - الدلم