Sunday 29th August, 1999 G No. 9831جريدة الجزيرة الأحد 18 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9831


أمان الخائفين
حمار القايلة
د, هناء المطلق

شجاع لم يدخل الخوف قلبه .
هذا القول المدعى اكرهه بشدة لانه يرسم صورة غير حقيقية للانسان تحبط البشر وتجعلهم يحسون بقصور ذاتهم حين مقارنتها بتلك الصورة, وما يزيد الطين بلة ان مشاعر الخوف هي مشاعر خاصة شخصية,, فقد لا تدري بأن جليسك خائف اكثر منك مثلاً, انك تحس خوفك فقط.
اما في الواقع الفعلي فالخوف يدخل كل القلوب, والفرق بين الجبان والشجاع ان الأخير يفعل فعله في الحياة رغم الخوف، أما الثاني فيستسلم له, فالخوف والحالة هذه مثل حمار القايلة موجود في مخك فقط, انه اشاعة تطلقها الجدات عن حيوان اسطوري لكي يحتفظن بالاطفال ضمن خطوط النظام, الجبان يصدق الحكاية ويحوله الى حمار حقيقي يسير في الشوارع ويجتر ويرفس، بل ويأكل البشر.
ومن منطلقات حمار القايلة يعتقد البعض انهم فقط يعانون من القلق الاجتماعي وانها مشكلة لا يعاني منها الناجحون في الحياة.
وهذا الاعتقاد خاطىء.
فقد يعاني مدير لامع لمؤسسة ناجحة من اعراض الخوف الا انه يغالبه, فهو رغم نجاحه يعيش يومه يغالب قلقه, وفي كل اجتماع يعيش في رعب متصل من أن يسأله احد سؤالاً, فهو يعتقد بأن ليس لديه شيء مبتكر يجيب به فيعجب الحاضرين.
وفيما يلي الاعراض التي رصدها علماء النفس لدى مديري الشركات في بريطانيا وارجو ألا تضحك وأنت تقرؤها:
- يشعر دائماً وكأنه يقف في المقدمة في اشارة مرور بحيث يصبح محط الأعين في كل السيارات, وبأن الناس في حالة تقييم متواصل له, ثم ان الناس من الخبث والبرودة الى درجة أنهم قد يؤذونه او يهينونه دون ان تهتز لهم شعرة.
- وفي المقابل لا تعرف من اين جاءه هذا الاعتقاد بأنه يجب ان يبهر الناس ويجعلهم يحترمونه ويحبونه, والمشكلة انه في نفس الوقت يعرف بأنه ليس الانسان (الفظيع) الذي يبهر, فهو انسان عادي لا يملك حتى ما يعجب الناس - دعك من ادهاشهم - وهو مشغول دائماً بإرضاء كل من يصادفه ويتصرف بالطريقة التي يتوقعها منه هذا الذي يصادفه بدلاً من التعبير عن ذاته هو.
- يحاول دائماً ان يغلف نفسه بالأقنعة المثالية، لأنه يعتقد بأنه (معطوب) في مكان ما, وبأن الناس لن يحبوا حقيقته ان اطلعوا عليها, وهو يخاف إن اطلع الناس على حقيقته ان يكرهوه أو يحتقروه، فهو يعتقد بأنه لا يرقى الى مستوى الآخرين ويشعر بالنقص والضعة حتى يقارن نفسه بهم.
- يعتقد بأن لدى الناس عيوناً كاشفة مزودة بأشعة اكس, فهي تكشف أحاسيسه الداخلية وتراها, وهم بالتالي سوف يكتشفون شعوره بالخجل والقلق الذي يحس به الآن بسبب وجودهم وهذا ما يجعلهم يعتقدون بأنه غبي ومرفوض, وهذا ما يجعله يتحاشى تجمعات الناس, فهو يفضل ان يموت قبل ان يكتشف الناس اضطرابه.
- يعتقد ان الناس يتوقعون منه ان يكون (ملمعاً) ومثالياً, ولديه مقاييس جاهزة ومعدّة مسبقاً عن السلوك المناسب والمرغوب ومحكاته متصلبة عن كيف (يجب) ان يشعر وكيف يجب ان يتصرف,, وهكذا.
- يرعبه شعور بأن الناس قد يضحكون منه ان اكتشفوا ضعفه, وسوف يحتقرونه وان حدث ذلك - ان اكتشفوا - فان العالم سوف يلتهب ويتفجر.
- يجد صعوبة بالغة في ان يعبر عن مشاعره حول شيء ما, ويتحاشى اكثر ما يتحاشى الاختلاف مع الآخرين في الرأي او التناقض معهم, وهو بالمقابل لا يحب ان يختلف معه او يناقضه.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved