Sunday 29th August, 1999 G No. 9831جريدة الجزيرة الأحد 18 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9831


أنا وهولاكو

قادني الحراس الى هولاكو
كان متربعا على عرشه الضخم
وبين يديه حشد من الوزراء والشعراء والجواري
سألني لماذا لم تمدحني؟
ارتجفت مرتبكا هلعا: يا سيدي انا شاعر قصيدة نثر
ابتسم واثقا مهيبا: لا يهمك ذلك ثم اشار لسيافه الاسود ضاحكا: علمه اذاً كيف يكتب شعرا عموديا بشطر رأسه الى شطر وعجز واياك ان تخل بالوزن.
واياك من الزحاف والعلل
امسكني السياف من ياقتي المرتجفة وهوى بسيفه الضخم على عنقي فتدحرج رأسي واصطدم بالنافذة التي انفتحت من هول الصدمة
فاستيقظت هلعا يابس الحلق لأرى عنقي مبللا بالعرق وكتاب الطبري ما زال جاثما على صدري وقد اندعكت اوراقه تحت سنابك خيول هولاكو
التي كانت تنهب الممالك والقلاع
وامامي وشيش التلفزيون الذي انتهى بثه بنهاية خطاب الرئيس الطويل
قفزت مرعوبا رأيت فراشي ملطخا بدم الكتب التي جرفها نهر دجلة، ممتزجا بالطمي والجهشات
حاولت ان اجمع شطري رأسي اللذين التصقا بجانبي التلفزيون واصبحا اشبه بسماعتين يبثان الوشيش نفسه
في الصباح
على غير العادة، لم اقرأ نعيي في الجريدة، ولم تقف سيارة امام البيت وعليها جنازتي، ولم اعرف تفاصيل ما حدث، ذلك لان هولاكو ضجر من الوشيش فقام بنفسه واطفأ التلفزيون وعاد الى كتاب الطبري ثانية مبتسما واثقا مهيبا،
بعد ان رفسني لانني نمت قبل ان اكمل بقية سيرته
عدنان الصائغ

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved