قادني الحراس الى هولاكو
كان متربعا على عرشه الضخم
وبين يديه حشد من الوزراء والشعراء والجواري
سألني لماذا لم تمدحني؟
ارتجفت مرتبكا هلعا: يا سيدي انا شاعر قصيدة نثر
ابتسم واثقا مهيبا: لا يهمك ذلك ثم اشار لسيافه الاسود ضاحكا: علمه اذاً كيف يكتب شعرا عموديا بشطر رأسه الى شطر وعجز واياك ان تخل بالوزن.
واياك من الزحاف والعلل
امسكني السياف من ياقتي المرتجفة وهوى بسيفه الضخم على عنقي فتدحرج رأسي واصطدم بالنافذة التي انفتحت من هول الصدمة
فاستيقظت هلعا يابس الحلق لأرى عنقي مبللا بالعرق وكتاب الطبري ما زال جاثما على صدري وقد اندعكت اوراقه تحت سنابك خيول هولاكو
التي كانت تنهب الممالك والقلاع
وامامي وشيش التلفزيون الذي انتهى بثه بنهاية خطاب الرئيس الطويل
قفزت مرعوبا رأيت فراشي ملطخا بدم الكتب التي جرفها نهر دجلة، ممتزجا بالطمي والجهشات
حاولت ان اجمع شطري رأسي اللذين التصقا بجانبي التلفزيون واصبحا اشبه بسماعتين يبثان الوشيش نفسه
في الصباح
على غير العادة، لم اقرأ نعيي في الجريدة، ولم تقف سيارة امام البيت وعليها جنازتي، ولم اعرف تفاصيل ما حدث، ذلك لان هولاكو ضجر من الوشيش فقام بنفسه واطفأ التلفزيون وعاد الى كتاب الطبري ثانية مبتسما واثقا مهيبا،
بعد ان رفسني لانني نمت قبل ان اكمل بقية سيرته
عدنان الصائغ