اثبت الشعر النبطي وبما له من جمال في الصورة وافاق واسعة في المعنى انه تعدى الإقليمية والعربية ليصل وبكل ثبات للعالمية وتأكيدا لذلك فقد التقيت منذ فترة قريبة ماضية بسيدة من الولايات المتحدة الامريكية تحضر رسالة الدكتوراه في شعر البادية وعاداتها وتقاليدها وكانت هذه السيدة وهي امريكية الاصل والمنشأ والولادة تبحث في الشعر النبطي ورواده منذ سنين طويلة خلت حتى انها وللاسف تعرف الكثير مما لانعرفه نحن ابناء هذه الارض عن تفاصيل دقيقة عن هذا الموروث الاصيل ولعلي احرجت كثيراً عندما حدثتني عن مناطق وهجر في قلب الصحراء كنت لا اعرف عنها شيئا واثار ذلك استغرابي ومن اين لهذه المرأة القادمة من بلاد العم سام ان تعرف تلك المناطق بالتفصيل الممل إضافة لإلمامها بعادات وتقاليد البادية,,.
وفي خضم الحديث معي تحدثت عن موضوع هام جداً كان ذلك في حديث تلفزيوني لإحدى المحطات الفضائية والذي كنت اقوم بإعداده وتقديمه وقد كان حديثها عن شاعرات من البادية حيث استعرضت اهم شاعرات الجزيرة وقد كان حديثها فيه من الشمولية والمعلومات القيمة القديمة والجديدة بالنسبة لي ولكثيرين معي مما اثرى هذا الموضوع علما انها سوف تقوم برصد الحركة الشعرية النبطية النسائية من خلال مؤلف سوف تصدره قريباً,.
وقد تحدثت معها عن المسلسلات البدوية والتي تجد رواجاً وقبولاً منقطع النظير من خلال الفضائيات الخليجية حيث كان لها رأي منطقي وحقيقي كنت وبكل امانة اجهله باعتبار انني لست متابعا جيدا لمثل هذه النوعية من الاعمال ,, حيث قالت المسلسلات البدوية التي يتم عرضها غالباً ليس لها علاقة البتة بحقيقة البادية وحياتهم بل تعتبر ان مايكتب عن البادية من نصوص وسيناريوهات ياتي عادة من خلف المكاتب المرفهة والتي لاتعرف تفاصيل حياة البادية بشكل دقيق ,,,فالقضية كما تقول تجارية الهدف منها الربح وتغطية مساحات البث من قبل الفضائيات وفي النهاية تشويه وإساءة لحياة البادية,,,اما عن اهم ملاحظاتها عن تلك المسلسلات قالت,.
** اولاً عادات البادية التي نشاهدها من خلال تلك الاعمال التلفزيونية لاتمت باية صلة للحقيقة التي تبين اصالة البادية,,.
فلا يعرف ان مجالس الرجال تشهد اختلاطاً مباشرا مع النساء اضافة لاحترام تلك المجالس,, فلا يمكن ان يجلس احد بحذائه داخل المجلس اضافة لاحتساء القهوة حيث يقدمها من يقوم بخدمة المجلس بيده اليمين وليس اليسار كما نشاهد ,,,؟؟
اضافة للهجة التي تعاني الامرين حيث نجدها خليطا من اللهجات المصطنعة وغير المتجانسة وفي النهاية ليس لها علاقة بلهجات البادية اطلاقاً,,.
كل هذه السقطات وغيرها كثير وعلىحد قولها إساءة بشكل مباشر لواقع وحقيقة البادية,.
وفي ختام حديثها اقترحت السيدة الامريكية تكوين لجان من المختصين بتراث البادية لمراجعة النصوص التلفزيونية قبل البدء بتصويرها حتى تعطي بعد جماليا واصيلاً وحقيقيا عن حياة البادية
ونحن بدورنا نشيد باقتراحاتها ونثمن لها اهتماماتها وهذه دعوة من خلال الجزيرة للمهتمين بان يدعموا ويساندوا هذا التوجه,.