نشرت جريدة الشرق الاوسط في عددها رقم 7575 وبتاريخ 25/8/1999م خبراً مفاده احتجاج السفارة السعودية في تركيا على التجاهل المتعمد من قبل وسائل الاعلام التركية للمساعدات السعودية في اعقاب الزلزال الأليم الذي حدث مؤخراً, هذا على الرغم - وكما جاء في ثنايا الخبر! - من جهود سفارة خادم الحرمين الشريفين هناك والمتمثلة في مخاطبة ما يربو عن اربعين وسيلة اعلامية مقروءة ومرئية ومسموعة لحثها على ايضاح الحقيقة، ومع ذلك فليس هناك من حياة لمن تنادي! يحدث هذا كله في الوقت الذي دأبت الوسائل الاعلامية التركية على ابراز دور المساعدات الاسرائيلية المتمثلة في ارسال فريق (انقاذ) فقط الأمر الذي من جرائه ان انهالت المكالمات من قبل الاخوة الاتراك على سفارتنا هناك وكلها عتب وشكوى!,.
هنا وفور قراءتي لهذا الخبر بادرت بالاتصال بالسفارة التركية لاستجلاء الامر مستغلاً صداقتي الوطيدة للسفير التركي والذي فوجئت بأنه قد تم انتقاله الى وزارة خارجية بلده وحسب ما اخبرتني به سكرتيرة السفارة.
هذا، ومع تقديري وشكري للمسؤول الاعلامي في السفارة التركية والذي قام لاحقاً بالاتصال بي وايداع رسالة في آلة التسجيل في منزلي، فإنني اجد نفسي تسائل (نفسي!): لماذا تجاهلت وسائل الاعلام التركية (الحرة!) الدور الرائد لبلادنا الكريمة فيما يخص مساعدة ضحايا الزلزال المأسوي لطف الله بحيهم وغفر لميتهم؟!,, لماذا عمدت تلك الوسائل الاعلامية اولاً الى الشكوى وعلى رؤوس الأشهاد من (نقص!) المساعدات العربية,, فقط لتلجأ الى تجاهلها بعد ان تقاطرت من كل حدب وصوب من البلدان العربية، وخصوصاً من مملكتنا الحبيبة؟! ألا يعلم القائمون على المؤسسة! هناك ان هذا الزلزال المؤلم ادمى قلوبنا - نحن السعوديين - بقدر ما أدمى افئدة اخواننا واحبتنا الأتراك والذين أكن لهم شخصياً كل محبة وتقدير؟!,,
اخيراً الا يحق لي سؤال تلك الوسائل الاعلامية عما اذا كان فريق الانقاذ الاسرائيلي قد شرع بإنقاذ الضحايا الأتراك قبل قيامه بانقاذ فريق (الموساد!) الأربعة عشر والذين كانوا من ضمن ضحايا هذا الزلزال المؤلم؟!,, (آخراً): السياسة والمأساة لا تجتمعان في (ظرف!) واحد!.
|