Sunday 29th August, 1999 G No. 9831جريدة الجزيرة الأحد 18 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9831


منطق
مات الذي كان للأيتام خير أب

في الأمس القريب فجعنا بفقد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة، فقد احببناه لأنه كان رجلا عظيما، رجلا جعل من حب هذا الوطن وحب أهله وشبابه هدفاً وسبيلاً، رجلا لم نعرف عنه إلا كل خير ولم نسمع عنه إلا كل مايشرفه ويشرفنا لشرفه، فكان رحمه الله كما قيل:
أمير ملك القلوب بحبه
فتسابقت لرثائه الأقلام
لم يكن فيصل بن فهد رجلاً عادياً، بل كان، (يرحمه الله)، علماً في زمانه يستدل به، كان في عمله مثال القيادي المتمكن الواثق، المحبوب من مرؤوسيه ومن كل من قابله وعمل معه، كان منهجه في الحياة منهجاً واضحاً، فقد عمل من أجل الشباب، فكأنما عاش من أجلهم، وبنى لهم صروحاً رياضية تجاوزت في ضخامتها وأعدادها كل الأحلام، ورقى بمستوى الرياضة في بلادنا إلى أن تجاوز بها أقطاراً سبقتنا بقرون، وكان في عمله، حسب مايصلنا من أخباره رحمه الله، لايتوانى في محاسبة المقصرين ومعاقبة المخطئين، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأمور الدين أو بمسائل السلوك والأخلاق, وقد أدرك منذ وقت بعيد أن مسؤليته لاتقتصر على توفير فرص ممارسة الرياضة والثقافة والفنون للراغبين من الشباب, بل كان يعلم تمام العلم انه مسؤول عنهم أيضاً مما يتهددهم من أخطار فعمل على وضع المناهج الكفيلة بحمايتهم وتنبيههم إلى تلك الأخطار، وتأكيدا لذلك: أمره بإطلاق الشعار المشهور الذي حمله اللاعبون على صدورهم إلى ان أصبح يتردد في كل مكان وعلى كل لسان, (لا,, للمخدرات).
وإلى جانب ذلك كله فقد كان رحمه الله يحب فعل الخير ولايتردد في مسح دموع المساكين من اليتامى والأرامل والمحتاجين، كان فعل الخير ديدنه ومنهج حياته، فتكاد لا تخلو الصحف من أخباره المتمثلة في تقديم مساعدات او دعم مادي ومعنوي للمؤسسات الرياضية أو المستشفيات هنا وهناك، أو تجاوب لمحنة محتاج مريض او يتيم او عاجز، وكنت ألاحظ سرعة تجاوبه ومبادراته بتقديم المساعدات التي تمسح دموع المحتاجين وتعيد الأمل والابتسامة إليهم.
مات الذي كان للأيتام خير أب
فبعده صار كل الناس أيتام
إنني لعلى يقين ان ما سمعنا وعرفنا عن أعمال سموه الخيرية لهي قليلة جداً بالمقارنة مع مايقدمه مما لا نعرف عنه شيئاً ، جعل الله كل ذلك في موازين حسناته وغفر له مغفرة واسعة.
ولعل أصدق وصف حين تعجز الألسن لوصف الرجال العظماء من أمثال فيصل بن فهد قول الشاعر:
سقاك الغيث إنك كنت غيثاً
ويسراً حين يلتمس اليسار
رحمك الله يا امير الشباب، وأبدل دنياك التي رحلت عنها بنسائم جنات الخلد تهب عليك في قبر فسيح، وندعو الله ان يجعل قبرك روضة من رياض الجنة ثم ينعم عليك برحمته ومنته بقصور في جنة عرضها كعرض السماوات والأرض.
فلكم يد اسديتها ويد
كانت ترد جرائر الدهر,.
إنا لله وإنا إليه راجعون
د, عبدالله بن عبدالرحمن آل وزرة
E-Mail: awazrah*ksu. edu. Sa

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved