الذين توافدوا على منزل الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز من مختلف مدن المملكة وبعض الدول العربية لم يدفعهم موقعه الرسمي ومكانته الاجتماعية المرموقة فحسب، بل دفعهم الحب والشعور بفقدان إنسان عزيز عليهم قريب منهم, ولذلك كان الجميع في منزل الفقيد يتبادلون التعازي فيما بينهم ويشاركون أشقاء الفقيد وابناءه وابناء الأسرة الكريمة، فالأمير الراحل كان بحق قريباً من كل مواطن وكل إنسان عربي، ولا عجب أن امتلأ منزله بالمعزين من كل حدب وصوب ، فكل إنسان عربي ومسلم,, بل كل إنسان مهما كانت ديانته وقوميته يعرفه ويعرف سجاياه شعر بأنه فقد شيئاً مهماً في حياته.
في البيوت السعودية، كما البيوت العربية وكثير من منازل ودور الاقطار الإسلامية حزنوا حزناً كبيراً على فقدان الأمير الراحل الذي كان يواسي جروحهم ويهب لمساعدتهم عند أول نداء.
منذ وصول نبأ انتقال روح الأمير الراحل إلى خالقها، والمكالمات والاتصالات الهاتفية تنهال على مكاتب الجزيرة داخل المملكة وخارجها تخالج العبرات اصوات المتكلمين ومع عبارات التعازي يسردون مناقب الأمير والكثير منهم يعدد ما قدمه لأسر وأقرباء يعرفهم المتكلم,, جميعهم يطلب نشر مواقف الأمير الراحل الإنسانية، فتاة مصرية اتصلت بمكتب الجزيرة في القاهرة، وبعبارات يغلب البكاء عليها حتى لا يتبين المرء ماذا تقول إلا بصعوبة ذكرت كيف انقذها الأمير بعد الله سبحانه وتعالى وصرف على علاجها واجراء عملية جراحية لها تكللت بالنجاح.
فتاة أخرى في لبنان ذووها تلقوا نبأ وفاة الأمير الذي كان قد أمر بعلاجها,, قصص من الاردن وأخرى من فلسطين,, من كوسوفا والبوسنة والهرسك، ناهيك عن مآثره ومواقفه الإنسانية التي لا تعد ولا تحصى في المملكة العربية السعودية فلا تخلو مدينة سعودية إلا ويتداول أهلها موقفاً إنسانياً للأمير الراحل.
رحم الله أبا نواف فقد كان فعلاً وبحق أميراً للإنسانية,, هرع الناس كل الناس على تعزية أهله واخوانه وابنائه,, وتعزية انفسهم بفقد إنسان شعر بآلامهم,, فبكوه جميعاً.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com