Wednesday 25th August, 1999 G No. 9827جريدة الجزيرة الاربعاء 14 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9827


الآخر
التفاوض للإفراج عن الرهائن
التفاوض لا يعني التهاون وانتصار الإرهاب بل يهدف إلى عدم تعريض الضحايا للخطر
* اعداد : أ, محمد نجيب علي

غالبا ما يلجأ الارهابيون الى اختطاف رهائن واحتجازهم وإملاء شروطهم، ومن هنا يصبح الاختطاف صورة من صور الارهاب له اهميته الخاصة,, وحينما نتحدث عن التفاوض في مجال الارهاب لا نعني بذلك التهاون أو السماح بأن ينتصر الارهاب ولكن نعني التفاوض الذي يؤدي في النهاية الى حل مشكلة وفقاً لنظام الدولة دون إراقة مزيد من الدماء او تعريض حياة مزيد من الضحايا للخطر.
عملية التفاوض عملية شاقة متشابكة الاطراف ولا يمكن إغفال اي منها لذلك على المفاوض دائما مراعاة عنصر الرهينة وعنصر الارهابي مختطف الرهينة وعنصر الوقت ومطالب الارهابيين.
عليه دائما بث الطمأنينة كلما امكن في قلوب الرهائن المحتجزين والتأكيد دائما على ان سلامة الرهائن هي السبيل الوحيد للخروج من أزمة الحدث الارهابي الأمر الذي يجعل الرهائن اقل ذعرا ويخفف من الضغط عليهم كما يجب عليه تأكيد حرص الدولة على سلامتهم وذلك بأسلوب هادئ متزن يوحي لهم بالثقة والهدوء.
كما على المفاوض المحافظة على هدوء أخذ الرهينة وبث الأمل ببعض العبارات التي تؤدي الغرض مثل (سوف نحاول تسوية الأمور),, إذ ان الفكرة الاساسية هي تقليل الشعور بالخوف لديهم حتى يثمر الحوار معه بفائدة, وعلى المفاوض ان يمتص غضب الارهابي وان يحتويه بعبارات ليست عدوانية وليس فيها تعاطف في نفس الوقت بل تكون عبارات محايدة تمتص الغضب ولا تقوي الانفعالات ويجب عدم إثارة الارهابي او محاولة الاساءة اليه او إذلاله والدخول معه في جدل عقيم ليس وراءه طائل.
أما بالنسبة لعنصر الوقت فيجب إقناع المختطف بأن الوقت ضروري وعلى المفاوض جمع أكبر قدر من المعلومات عن الارهابيين، عددهم وتسليحهم وأماكنهم ووضع الخطط البديلة ومحاولة ارهاق الارهابي لتقليل مقاومته وعليه ان يتجنب تحديد مهلة زمنية من جانبه بل يترك ذلك للارهابيين وعليه استغلال هذه المهلة الزمنية ومحاولة إطالتها ما امكن متعللا بأسباب حتى يصرف انتباه الارهابي عن مطالبه الرئيسية ويطيل فترة التفاوض في مسائل فرعية.
إطالة الوقت سيتبعها الاحتياج الشديد للإعاشة وعلى المفاوض ان يستغل هذه الحاجة الملحة في تنفيذ بعض مطالبه كإطلاق سراح المرضى والنساء والاطفال في سبيل توفير سبل الاعاشة وعلى المفاوض ألا يظهر تقديره الشخصي لمطالب الارهابي كأن يقول على مطلب بعينه (ذلك مطلب خطير جدا) بل يقول انه موضع دراسة.
اشغل الارهابي دائما بالقرارات التي ينبغي أن يتخذها مقابل ما تعرضه عليه من أفكار، اجعل اسئلتك مكشوفة تتطلب إجابات تحتاج الى تفكير لترهق أفكاره، اعزل الارهابي عن اي اتصالات اخرى غير اتصالك به وحافظ على ثقته بك وكن صادقا دائما فيما تعرضه عليه, لا تدعه ييأس ولا يفرط في التفاؤل ولا تقاطعه اثناء الكلام ولا تظهر اهتماما كبيرا بالرهائن بل أكد له انك واثق في انسانيته ويجب ان يعرف الارهابي ذلك, لا تتحداه بل تفاوض معه فإن احساسه بالتحدي قد يجعله ينفذ تهديده وخاطبه بمستواه التعليمي وليس بمستواك أنت فإن ذلك مدعاة لكسب ثقته وتأكد بأن اتصالاتك معه مؤمّنة أي لا يكون هناك تنصت أو تدخل من جهات اخرى معاونة له أو مراقبة لك,, ولا تستبدل رهينة برهينة اخرى ولا تحدد مواعيد ثابتة لتنفيذ عمل معين ولا تستهين بأي مطلب.
اثناء عملية التفاوض يجب على فريق المفاوضين الحصول على معلومات تفيد العمل العسكري ان فشلت المفاوضات مثل عدد الارهابيين، اسلحتهم، وموقعهم، لغتهم، مطالبهم الحقيقية، كم عدد الرهائن وحالتهم الصحية وهل هناك شخص من الرهائن يستطيع المشاركة في عمليات التفاوض, من هو زعيم الارهابيين الى غير ذلك من المعلومات التي تفيد في عملية التفاوض نفسها او عملية الاقتحام متى ما فشلت المفاوضات.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved