فيصل ,, الرمز الذي فقدناه تبنى مشروع الرعاية اللاحقة وسعى لإيجاد وظائف للمتعافين من المخدرات |
يروي اللواء سلطان بن عائض الحارثي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وأمين اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات جوانب مضيئة من إنجازات الأمير فيصل بن فهد رحمه الله في مجال مكافحة المخدرات قائلا: خلال فترة عملي معه كأمين عام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، كان يتابع وباهتمام بالغ اعمالنا في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بكل صدق وأمانة وتفان واخلاص,, تبنى رحمه الله مشروع: (الرعاية اللاحقة) الخاصة بتأهيل ورعاية المتعافين من الادمان, وكان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في انتشال اكثر من ستمائة شخص من براثن الادمان والوقوع فيها بمتابعته الشخصية واتصاله الدائم وتحمله عبء الانفاق على هؤلاء وذويهم إلى ان وصل إلى هذا العدد وابتعث عددا منهم لمواصلة دراستهم الجامعية في مجال الارشاد ضد الادمان كما ادخل اللجنة الوطنية كعضو فعال في المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية التي تعمل لاجل محاربة المخدرات,, وكان يتابع باهتمام بالغ تلك المؤتمرات والندوات التي تعقد في الداخل والخارج لاشراك هؤلاء الشباب المتعافين للاستفادة من البحوث التي تطرح فيها واكسابهم الخبرات لآخر المستجدات في مجال مكافحة المخدرات.
كما كان يتابع جميع حالات الاشخاص الذين وقعوا تحت وطأة داء المخدرات,, وكان يتصل بي شخصيا للاطمئنان على احوالهم حتى علاجهم وخروجهم من مستشفيات الامل ولم يقف عند هذا الحد فحسب فقد كان يطلب من المسؤولين في الجهات المختلفة توظيف التائبين من الادمان لايجاد وظائف لهم واشغال اوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة والابتعاد عن آفة المخدرات.
كما حرص على استفادتهم من الخدمات التي تقدمها بيوت الشباب من البرامج الثقافية والاندية الرياضية, وكان من جهوده اقامة المسابقات الثقافية حول اضرار المخدرات واقامة الندوات العلمية وتنظيم اكثر من ثلاثين دورة للمعلمات والعديد من الدورات الخاصة بالمعلمين والتربويين في عموم مناطق المملكة، اضافة إلى ذلك حرصه رحمه الله على تنفيذ برامج التوعية والتركيز عليها في كافة التجمعات الشبابية واستغلال كافة المناسبات الوطنية والرياضية لتوعية الشباب بأخطار آفة المخدرات,, ومن انجازاته ايضا في هذا المجال انشاء معرض متكامل عن اضرار المخدرات وقاعة للمحاضرات والندوات داخل مقر الادارة العامة لمكافحة المخدرات واصدار مجلة المكافحة المتخصصة في مجال مكافحة المخدرات التي توزع في كافة الدول العربية.
كان يرحمه الله ساميا بما تعنيه كلمة السمو من معنى في حديثه وتعامله الانساني,, وقد عرضت الكثير على سموه لحالات انسانية كعلاج مريض اورعاية اسرة او مساعدة محتاج فيبادر رحمه الله بشمول عطفه ودعمه السخي لهم ولا يقف عند هذا الحد فحسب بل يتابع وضعهم وأحوالهم من خلال اتصاله الهاتفي او بخطاب شخصي,, كما ان له مواقف انسانية كثيرة لأسر داخل المملكة وخارجها, وقبل ايام قلائل من وفاته سألني عن حالة ابناء شهداء الواجب العاملين في الادارة وكلفني بالتقصي عن احوالهم فقمت بشرح وضعهم وتكفل سموه بشراء مسكن لاسرة احد شهداء الواجب.
وكان سموه رحمه الله يقوم بشكل مستمر بدعم الجمعيات الخيرية داخل المملكة وفي الدول العربية والاسلامية والتي كان آخرها الدعم الذي تلقته جمعية البر بالأردن قبل ايام من وفاته,, قال تعالى: (قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
لقد مات فيصل الانسان,, فيصل الخير,, وبموته خسر الوطن احد رجاله الاوفياء وهي خسارة فادحة,, اعرف عن صفاته الفذة والنادرة الشيء الكثير لكنني احاول ذكر ما استطيع ولن استطيع لهول الفاجعة,, نعم إنها صدمة الموت,, صدمة الصمت,, صدمة الفراق,, صدمة الألم الموجع,, رحمك الله يا أبا المروءة والاحسان والانسانية.
|
|
|