مرت تقنية تطوير النظم الحاسوبية المعلوماتية كغيرها من تقنيات الحاسوب بتغييرات سريعة خلال العقود الأخيرة, في الماضي كانت تطور بمعزل شبه تام عن المستخدم (المستفيد) وكان تدخل المستخدم محصوراً فقط في إعطاء المعلومات عن النظام القديم -المراد أتممته- أما عن إبداء الرأي عن النظام الجديد وعن كيف يمكن تصميمه فهذا شرف لايمكن أن يناله، وإن احتيج إلى بعض المعلومات فتؤخذ من المسؤول عن إدارة المستفيد, في الماضي كانت إدارة الحاسب الآلي تتعامل مع بقية الإدارات بدكتاتورية ويتعامل الفنيون والمختصون فيها مع المستخدمين بنوع من التعالي والفوقية, ففي كثير من الاحيان لايتخاطبون مع المستخدم المباشر للنظام ويكون تعاملهم مع المسؤولين فقط, لهذا لاغرابة ان وجدنا كثيرا من الانظمة الحاسوبية المطورة داخلياً غالباً ماتنتهي على الأرفف, إن المستخدم هو الأب الشرعي للنظام والذي سيعاشره كل الوقت لهذا فهو أعرف شخص يمكن ان يفيد في اعطاء المعلومات, إن العمل مع مدير المستخدم يعد في غاية الأهمية لأنه هو من سيضمن تطبيق النظام حتى ولو بالقوة ولكن لايعني ذلك ضمان نجاح النظام, لقد اثبتت التجربة فشل النظم التي تفرض على المستخدمين حتى لو توفرت لها جميع مقومات النجاح, إن اشراك المستخدم في تطوير النظام يعطيه الانطباع بأن هذا مشروعه وسوف يبذل كل مجهود لإنجاحه, في وقتنا الحاضر لم يعد الحاسوب وعلومه ذلك العالم الغامض، فيفضل التطور الهائل في تقنية المعلومات تم كشف الحجاب عن ذلك العالم السحري مما أجبر المختصين في الحاسوب إلى التخلي عن ابراجهم العاجية والنزول إلى ارض الواقع والتعامل مع المستخدم والعمل معه سوياً للوصول الى نظام يحوز على رضى المستخدم قبل المختص, لم يعد مستخدم نظم الحاسوب اليوم كمثله بالأمس فقد أصبح من الدراية والمعرفة بهذه التقنية مما يمكنه من مناطحة ذوي الاختصاص.
لقد تطورت مفاهيم تصميم وتطوير النظم مع الزمن وقد أصبحت أكثر تقنيناً فصار هناك برامج حاسوبية مساعدة على إدارة المشاريع ولم يعد الأمر متروكاً على اجتهادات وخبرات المختصين، كما صار هناك برمجيات حاسوبية متكاملة تساعد ليس في إدارة المشاريع فحسب بل تغطي جميع مراحل تطوير النظام وتدعى CASE tools.
هناك شيء آخر يجب أخذه في الاعتبار عند الرغبة في تطبيق أنظمة الحاسوب وهو إن من طبيعة البشر معاداة التغيير، لهذا يجب اتباع الاسلوب الأمثل في تقديم الأنظمة الجديدة للمستخدمين ويوجد هناك ثلاث طرق لذلك, الطريقة الأولى هي الطريقة الفرضية، حيث يفرض تطبيق النظام الحاسوبي الجديد سواء برضاء المستخدمين أو عدم رضائهم، وهذه الطريقة غير مستحبة حيث قد تؤدي إلى فشل النظام ولكن في بعض الحالات يُضطر إلى اتباعها, الطريقة الثانية، الطريقة الترغيبية وهي المحاولة في إقناع المستخدم بفوائد النظام وشرح المميزات التي يمكن الحصول عليها، وعيوب هذه الحالة في تطلبها الى وقت طويل قبل الحصول على اقتناع المستخدم بأهمية تطبيق النظام, الطريقة الثالثة الطريقة التحفيزية،
وهي محاولة أن تأتي المبادرة من قبل المستخدم في طلب تطبيق نظام الحاسب الآلي، وهذه اسلم طريقة لضمان نجاح النظام، لكن الخوف أن تأتي طلبات المستخدم خلاف مايريد المختصون, نلاحظ أن لكل طريقة فوائدها وعيوبها، فيجب اختيار الطريقة حسب الحالة ففي حالات الطوارىء والحالات المستعجلة قد لايفيد الا استخدام الطريقة الفرضية مع ما لهذه الطريقة من عيوب، وكذلك الحال مع بقية الطرق فيلزم اختيار الطريقة حسب الحالة.
*الرياض- المستشفى العسكري
mmshahri *scs.org.sa