Wednesday 25th August, 1999 G No. 9827جريدة الجزيرة الاربعاء 14 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9827


خادم الحرمين,, لا تحزن,!
ابراهيم الابراهيم

سيدي خادم الحرمين - ابا فيصل - إن الرثاء بالكلمات لن يكفي، فالفقد جلل والمصاب أليم، ولكننا نعرف إيمانك بقضاء الله وقدره، وبحقيقة ان كل نفس ذائقة الموت.
لقد أدمع أمير الشباب برحيله، الذين عرفوه والذين لم يعرفوه، وادمى قلوب من التقوه ومن لم يلتقوه، فقد كانت حياته فيضا لا ينضب من العطاء وبحرا لا يجف من الإحسان وفعل الخير، كان اميرا مشغولا بمعاناة الفقراء والمحتاجين، وكان يترصد أخبار الذين ابتلتهم الحياة بنوازلها وكوارثها، فيسارع الى تجفيف دموعهم وبث الأمل في نفوسهم، ولهذا بكاه علية القوم بقدر ما بكاه البسطاء والمحتاجون، فقد كانت بصماته موجودة على أركان كثيرة وجدران كثيرة لبيوت عربية من مغرب الوطن العربي الى مشرقه.
والراحل فيصل بن فهد، خسرته الرياضة التي اعطاها عمره ونذر من اجلها جهده وفكره وماله، وسيذكر له التاريخ انه تسلم الاتحاد العربي لكرة القدم بركة راكدة، فحوله الى بحر صاخب بالحركة، وسيذكر له التاريخ انه ارتقى بالرياضة السعودية من نشاط محلي للترفيه الى ابداع عالمي شهد له عمالقة الرياضة وخبراؤها المرموقون، وسنذكر دائما انه حول المنتخب السعودي لكرة القدم الى سفير متجول فوق العادة رفع اسم المملكة والخليج في المنتديات الدولية.
وكان الراحل الكبير فارسا في الميادين الاخرى مثلما هو فارس في الرياضة، عرفناه نحن في الكويت ايام محنة الاحتلال، جنديا مغوارا، اعتبر قضيتنا هي قضيته، وعايش أزمتنا وكأنها أزمته وحده، ونذكر له انه منذ اليوم الاول للغزو الغادر سخر كل امكانات الرئاسة العامة للشباب والرياضة لخدمة الشباب الكويتي والسهر على راحتهم.
سيدي خادم الحرمين الشريفين، لا تحزن، فالعزاء في فيصل هو هذه الأكف المتضرعة الى الله ان يرحمه بقدر ما رحم، ويحسن اليه بقدر ما احسن، ويغفر له بقدر ما اشاع البسمة في نفوس البائسين والهائمين على وجوههم، وعزاؤنا هو عشرات القصص والمواقف التي كان بطلها الراحل فيصل، نعلم ان مئات الناس سيصلون عليه في موريتانيا وفي اليمن وفي سوريا وفي لبنان وفي السودان وكان حقا عليه ان يقال انه كان شبلا من ذاك الأسد.
لا تحزن سيدي خادم الحرمين المصاب ليس مصابك وحدك فهو شقيق انتزعته يد المنون من كل رجل وامرأة في الخليج وشبه الجزيرة، وفي الوطن العربي والامة الإسلامية.
ولا شك ان اياديه الجزلة كانت دلالة على انه كان ابنا صالحا لأب صالح، ويقينا ان تحمّلك فداحة رحيله وجرح فقدانه سيصب في ميزان حسناتك، فأنت ايها القائد الوالد من علم ابناءه هذه المآثر ومن رباهم على هذه المكارم وانت يا خادم الحرمين من تنزلت عليه دعوات الملايين من الطائفين والمعتمرين والركع السجود ممن أموا الحرمين الشريفين خلال العقدين الاخيرين، واحسب ان هذه الدعوات الخيرة هي التي ستمكنك من تجاوز هذه النازلة,لست وحدي - يا خادم الحرمين - ولكن الكويت بأسرها، والامة العربية قاطبة يدعون لك بالصحة وطول العمر، ويبتهلون الى الله عز وجل ان يلهمكم واصحاب السمو الامراء الصبر والسلوان على هذا الفقد الجلل، متضرعين الى المولى ان يسكنه فسيح جناته وان يظله يوم لا ظل الا ظله,, يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي صدق الله العظيم.
* رئيس تحرير صحيفة الأولى الكويتية

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved