Tuesday 24th August, 1999 G No. 9826جريدة الجزيرة الثلاثاء 13 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9826


مات رجل الإنسانية ولكنه باقٍ في ذاكرتنا مدى الحياة

ايه أيتها الفاجعة، تكادين تعقدين اللسان، وتقتلين البيان، وتحبسين في افواهنا وقلوبنا الكلام، لكن تاريخ الراحل الكريم يعزينا وايماننا بالله وبقضائه وقدره يجعلنا نتقبل الصدمة الكبيرة ويطلق الالسنة ببعض من عاطر سيرته ومجيد ماضيه.
فهو صاحب المآثر والانجازات وصاحب القلب الكبير ورمز الانسانية والعطاء لكل المستويات ولكل من هو محتاج للفتاته الكريمة,ستبقى اعماله الخيرة وانجازاته الكبيرة حية في الذاكرة ولن ننساها سيبقى ذكره وانسانيته في قلوبنا.
لقد رحل الى جوار ربه ولكنه مقيم في قلوبنا ولن ننسى مواقفه الجمة التي جند نفسه لها في سبيل اسعاد الآخرين.
انه الانسان الخير الذي عاف الحياة مبكراً وضحى بالغالي والنفيس في سبيل اسعاد الآخرين، ولقد كان فيها الأخ والصديق والمعلم والرائد والمستقصي لأحوال المحتاجين ليداوي جروحهم.
ان الكلمات لتتحير على شفتي فلا ادري ايها اقول: لقد انفقت من عمري سنين عديدة تزيدعن الخمسة والعشرين اقوم فيها بالعمل تحت امرته - يرحمه الله - فتعلمت فيها الشيء الكثير تعلمت كيف يسيّر الأدب دولاب الحياة تعلمت كيف يكون الحياء في الشجاعة والشجاعة في الحياء كيف تكون الاخلاق هي الجسر الذي تعبر عليه العلاقات العامة.
ماذا استطيع ان اقول عنه رحمه الله: انه لم يعاملنا كرئيس وما شعرنا بهذا يوماً ما، كان يشعرنا بأدبه المعهود انه واحد ونحن جزء منه فتهفو اليه قلوبنا ويتجسد فيها حبه.
وكان القاسم المشترك بيننا هو الصالح العام، ما فيه مصلحة العمل، وذلك كان سيد الموقف,.
سيبقى فينا حياً بذكراه، وما أكثر ما غرسه فينا من جميل مبادئه: ايمان بالعمل حب للخير وفعل الخير والسعي الى الخير بر في غير من,.
كم كان فيه من مكارم الأخلاق، كم من يد مدها للمحتاج، كم من مسكين اعانه على غدر الايام، كم من مريض تعهده حتى دب في جسده الشفاء باذن الله، وكم من مبالغ صرفها للمعوقين والاطفال الايتام والمعسرين والمحتاجين وكم,, وكم,.
عطاء لا ينسى يبتغي به ان شاء الله وجه الله سبحانه مستأنساً بالآية الكريمة: وما تنفقوا من خير فلأنفسكم، وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوفّ إليكم وانتم لا تظلمون .
مآثر انسانية تنطق بايمان كامل بما اتى به ديننا الحنيف من تواص وتكافل فاللهم اجعل ذلك كله في ميزان حسناته.
كان يرحمه الله يقول: انني لا اشعر بنوم هادىء الا اذا كنت قدمت في يومي عملاً طيباً في سبيل الله.
وهكذا كان يرحمه الله ملاذ رحمة وملجأ اغاثة وحصن امان، ومورد امل وبحراً زاخراً بالأماني للقاصي والداني القريب والبعيد,, صدقات عطاء تبرعات لمشاريع الخير فك اسرى الغارمين تفريج كرب المكروبين لكأني بسموه يبدأ كل يوم من ايامه بقراءة الآية الكريمة وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه .
وشعار يرفعه - يرحمه الله ويغفر له - طيلة يومه شعار من القرآن الكريم لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فان الله به عليم .
ولئن كانت المصيبة في فقد سموه عظيمة وعظيمة فاننا بقضاء الله راضون كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام .
والله تعالى اسأل: ان يتقبل من سموه ما قدم من خير وان يسكنه فسيح جناته وان يجعل مثواه جنات الفردوس وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة.
وان ينهج ابناؤه ان شاء الله نهجه المبارك ويسيروا على دربه وخطاه وان يجعلهم من عباده الصالحين.
وان يعين والد الجميع مولانا خادم الحرمين الشريفين - اعزه الله - وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني -حفظهما الله- واخوانه واسرته وكافة الشباب السعودي على الصبر والسلوان والدعاء الصالح له.
وآخر دعواي: اللهم اغفر له وارحمه واجعله مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.
وانا لله وانا اليه راجعون .
المحزون
إبراهيم بن علي العلي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved