عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة,.
قرأت في العدد رقم 9808 ليوم الجمعة 24 ربيع الآخر لهذا العام ما سطره قلم الاخ الكريم محمد عبدالعزيز اليحيى بعنوان (بدلا من التمديد,, نعم لتعيين الشباب ولكن).
وذكر الاخ الكريم موضوعا مهما وهو عدم التجديد لكبار السن بعد بلوغهم سن الاحالة للتقاعد، وضرب مثلا لنموذجين احدهما لشاب والآخر لرجل مسن وعبر هذه الجريدة الغراء التي تجعل لقرائها احقية الحوار من مختلف ارجاء هذا الوطن عبر صفحاتها المثمرة بموضوعات تخدم الواقع الاجتماعي اقول وبالله التوفيق:
ان موضوع التقاعد موضوع هام طرقه كثيرون من اهل الفكر والثراء الثقافي ولست إلا نقطة في بحرهم ولكن اود ان ادلي بدلوي في هذا الموضوع إذ إنني اتفق مع الاخ الكريم على عدم التمديد لكبار السن بعد بلوغهم سن التقاعد إلا لحالات استثنائية وفي حدود ضيقة جدا وأغلب من خاض في هذا الموضوع يوحي بعدم الرغبة في هذا التمديد ولكن اختلف مع اخينا فيما ذكر حول النموذجين مضرب المثل فالنموذج الاول لشاب سيئ ويعكس نظرة الاخ المتشائمة تجاه شبابنا فأقول له وبكل احترام وتقدير ان هذا النموذج ليس مقياسا انما هو حالة نادرة وليس كل شبابنا كهذا الشاب وشبابنا لا يستحقون منك تصفيتهم هكذا فشبابنا ولله الحمد على قدر عال من التعليم وتقدير المسؤولية إلا ما ندر والنادر لا يعد مقياسا يحتج به فالاخ الكريم تجاهل النماذج المثالية الفعالة في مجتمعنا التي تكون الاغلبية لها والشباب في هذا الزمن بحاجة الى تأمين لقمة العيش الكريم لهم ولأسرهم وفق السبل المشروعة بعيداً عن البحث في افضليات الفرص الوظيفية وان من يجد عملا يعض عليه بالنواجذ وأعود إلى مثل الاخ النموذج الشابي فاقول نحن لا ندري ما حقيقة الامر ربما كان هذا الشاب مريضا عضويا او نفسيا فالحكم قبل سماع الدعوى والاجابة يعد ظلما صريحا فهناك من لا يضع للعامل النفسي اي اعتبار فالعامل النفسي مهم ويجب الا يغفل بأي شكل من الاشكال ولكن البعض لايعيرون ذلك اهتماما بحجة ان المصلحة تتطلب ذلك ويضع اهمال العامل النفسي تحت ستار المصلحة كأنهم متجاهلون حقيقة السلوك الانساني الذي هو محصلة تفاعل عدة عوامل اهمها العامل النفسي، وكمثال على ما أقول يوجد بعض اولياء الامور يدفعون ابناءهم إلى تحقيق ما عجزوا عنه أو بالاصح ما فشلوا هم في تحقيقه وذلك بفرض طريقة معينة لرسم مخطط حياة الابن المستقبلي وكمثال ادق لتتضح الرؤية يدفع الوالد ولده لدخول كلية بعينها مثلا والابن المغلوب على امره لا يوجد لديه ايحاء او ميول مسبقة لهذه الكلية المفروضة انما رغبته تكون غير تلك الكلية ولكن يضطر للدراسة بها اجباراً أو ارضاء لوالده إذا ماذا تكون النتيجة بعد ذلك؟ ان النتيجة تكون في الغالب الفشل لان الطالب لم ينخرط بها رغبة منه، والعمل الوظيفي ينطبق عليه هذا المثال والنتيجة تكون واحدة سواء كان العمل الوظيفي في القطاع الخاص او العام,اما النموذج الثاني الرجل المسن: فقد ادى هذا ما عليه، وله هو ومن مثله الشكر منا والعرفان بالفضل لما قدموه من بذل وعطاءو ولكن آن الأوان ليتيحوا المجال لابنائهم ليشقوا طريقهم بالحياة ويسيروا على نهجهم القويم ليبدؤوا من حيث انتهوا ويكملوا مسيرتهم فإن على هؤلاء الكبار الخلود إلى الراحة فإلى متى هذا الكدح والعمل والواجب منطقيا ودينيا ان يعمل الشاب ليرتاح الشياب,وأذكر الاخ الكريم انه لا سبيل للمقارنة بين هذين النموذجين فشتان بين هؤلاء وهؤلاء، فالمنطق شيء والميل العاطفي شيء آخر فلو اتبعنا الميل العاطفي لرضينا اشفاقا بعمل هذا الكهل اما المنطق يحتم ان يتنحى هذا الكهل ليحل محله شاب ليحقق طموحاته التي تكون ضرورية.
كما استطرد الاخ الكريم قائلا حول معاناة الشباب مع القائمين على التوظيف في القطاع الخاص الذين هم من غير السعوديين فإن هذه النقطة تحتاج إلى وقفة فإن كان القائمون على التوظيف غير سعوديين فإنهم سوف يشكلون حصنا منيعا امام السعودة ونقول عن السعودة بعد ذلك عليها السلام!! ويسعون بالتأكيد لمكافحة السعودة لانها تهدد أهدافهم,ولكن ما يجعلنا مطمئنين ان حكومتنا الرشيدة ممثلة في الجهات المعنية بذلك اصدرت اوامر صريحة تقضي بعدم السماح للوافد بتولي المناصب الاشرافية والادارية وقصر ذلك على المواطن، والسؤال هنا هل هناك متابعة لمثل هذه الامور وتتبع كيفية تطبيقها على الواقع الميداني من قبل الجهات المعنية؟ أم انها مجرد أوامر لا تخرج عن كونها حبراً على ورق أم انها تطبق وقتيا بمعنى يتم تطبيقها بكل حزم حين صدورها ثم تتلاشى شيئا فشيئا إلى ان تذوب ولا يبقى لها أثر؟! إننا نسمع عن السعودة كثيرا في كل مكان ولكن لم نشاهدها إلا في طيف الاحلام التي لا تلبث ان تنتهي بالاستيقاظ من المنام والسعودة يطول الحديث عن جوانبها المتعددة فمن جانب القطاع الخاص ترى البعض يعللون عدم اقدامهم على استقطاب المواطن في العمل لديهم بعدم انتاجيته وهذا شيء لا يمت للواقع بصلة انما هي حواجز اختلقوها وقد تجد من يمجد السعودة ويدافع عنها بكل حماس ولكن اذا نظرنا للواقع وبكل اسف ينطبق عليه قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم |
ان هناك سؤالا يطرح نفسه ما السبب في احجام البعض في القطاع الخاص من استقطاب المواطن للعمل؟ ان هذا السؤال يتطلب من الجهات المعنية معالجة سريعة لمعرفة المسبب ومن ثم إزالة السبب.
كما انه يوجد بعض الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص اخذت على عاتقها توظيف المواطن وتقبله بكل سلبياته وايجابياته واعدت لذلك العدة ودربتهم على رأس العمل فهؤلاء أفادوا واستفادوا ووجدوا في المواطن القدرة العالية والانتاجية الفعالة.
ان هذه الشركات والمؤسسات هي بالاصل ربحية وهذا لا يضيرها شيئا فهي ليست مؤسسات اجتماعية تقدم مساعدات بلا مقابل, ان اصحاب هذه الشركات والمؤسسات تجلى معدنهم الاصلي وروح المواطنة العالية وادراكهم لمدى كفاءة المواطن فهم قبلوا المواطن بكل سلبياته وايجابياته ومدوا له يد المساعدة إلى ان اجتاز كل المعوقات ومن ثم اصبح عضوا نافعا ومنتجا في شركاتهم ومؤسساتهم بعد ان هيؤوا المواطن نفسيا وعمليا فهذا نموذج مثالي ويجب ان يكون لهؤلاء ميزات خاصة من الدعم المعنوي والمادي كما ان في نموذجهم المثالي اجابة واضحة لكل من يختلقون الحواجز تجاه المواطن معللين ذلك بعدم انتاجيته.
وأخيراً ان قضية السعودة قضية صعبة وتحتاج إلى تعاون كلا القطاعين العام والخاص كما تحتاج من القطاع العام ممثلا بالجهات المعنية تظافر الجهود والحزم والشدة والمتابعة المستمرة وان توضع حدود فاصلة وغير قابلة للتأويل او الاستنتاج او الاجتهاد فيما يتعلق بانهاء خدمات الموظف في القطاع الخاص حتى يضمن الموظف الاستقرار الوظيفي وبالتالي الاستقرار النفسي الذي ينعكس ايجابا على ادائه الانتاجي مهما تكن صعوبة العمل المناط به,, هذا والله من وراء القصد
الرمضي قاعد الصقري
عرعر