لقد فجعت الأمة بنبأ وفاة أمير الشباب العربي ورائد العمل الإنساني صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله واسكنه فسيح جناته,, انه امير الشباب وراعي الشيوخ لقد كان -يرحمه الله- نموذجا للمواطن الصالح والمسؤول الجدير,, قاد مسيرة الرياضة والشباب في وطنه وأمته العربية بشجاعة واقتدار عبر مسيرة بطولية مظفرة شهد بنجاحها الجميع وعلى كافة الأصعدة محليا واقليميا وعالميا, لقد ترك بلطفه وفيض عطائه وإحسانه بصماته الواضحة على قلوب المحبين وعلى قلوب اليتامى والمحتاجين حين أحال دموع حزنهم بكرمه الحاتمي المعهود الى دموع فرح وابتهاج.
لقد كان يتلمس احتياجات ذوي الحاجات ليجبر عثراتهم ويمسح بأياديه الحنونة عبراتهم, ولا شك ان من يتابع ويرى تلك الجموع الغفيرة المحبة لسموه يرحمه الله وهي تحتشد للصلاة عليه في مسجد الإمام تركي بن عبدالله في مظهر مهيب ملقية نظرة الوداع الأخيرة على أمير القلوب وأمير المحبة والإنسانية ليدرك بوضوح ما له -يرحمه الله- من آثار حميدة ومواقف مجيدة في قلوب محبيه.
لقد جمعهم على مختلف فئاتهم,, شيوخا وشبابا، قادة وسياسيين,, أدباء ومفكرين,, رياضيين ومبدعين شيء واحد هو: محبة فيصل بن فهد الإنسان,, فيصل بن فهد الوفاء فيصل بن فهد العطاء,, فيصل بن فهد الأمة,, حقا لقد كان يرحمه الله أمة في رجل منذ قاد صناعة الحركة الشبابية في هذا الوطن الغالي بكل امانة وإخلاص وما زلت اذكر حينما كنت صغيرا وأنا أسكن في ذلك المنزل الشعبي المبني من الطين في حي العطائف بالرياض ومعي مجموعة من الصبية نحلق امام شاشة التلفزيون ذات اللونين الأسود والأبيض لنشاهد افتتاح دورة الخليج الثانية في عام 1392ه على ما أذكر ونتابع كلمة الأمير الشاب فيصل بن فهد بن عبدالعزيز وهو يرسم خطوات المسيرة الرياضية السعودية فكان الانجاز كما يرحمه الله وعد, لقد قال فصدق ووعد فأوفى, إنها إنجازات تتكلم ومنجزات تترجم ما فعله ذلك الرجل العظيم لأمته وما حققه من تطلعات قيادته فيه التي ادركت ببصيرتها الثاقبة ما كان يتمتع به يرحمه الله من كفاءة ومقدرة فاسندت إليه رعاية شباب الأمة وعماد مستقبلها بعد الله ليتحمل بكل جدارة واقتدار هذه المسؤولية العظيمة.
لقد حوت شخصيته يرحمه الله مزايا عديدة حيث كان الى جانب نجاحه في مجاله عمله الشبابي والثقافي بارزا أيضا في مجال العمل الإنساني المشرف وانني أذكر بصدق وأمانة حينما عملت في جريدة عكاظ من عام 1412ه 1415ه كيف كان سموه يرحمه الله يتابع الحالات الإنسانية التي تنشرها الصحيفة ليفرج على المكروب كربته ويشارك المحزون مصيبته, لقد كان يبلغ سكرتيره ناصر الشدوخي في العديد من المرات ويبعث بالمساعدات الإنسانية للمحتاجين.
وللتاريخ فاني أسجل في ختام مقالي هذا موقفا خالدا لسمو أمير الإنسانية والوفاء والإحسان سمو الامير/ فيصل بن فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله حينما هاتفني الاستاذ/ الشدوخي من سكرتارية سموه الخاصة إبان تعرضي لأزمة صحية ليبلغني بأن صاحب القلب الكبير والرأي البصير يريد ان يطمئن على وضعي الصحي وانه أمر بعلاجي في اي مرفق صحي في العالم فكان لذلك الموقف الإنساني من سموه الكريم أثره العميق في نفسي ما بقيت حيا ودعوت لسموه بعظيم الأجر والثواب وأبلغته باني ساتابع مع سموه ما يطرأ على وضعي الصحي.
انه إن غاب عنا جسدا فلن يغيب عنا عملا وعطاء ولا يسعنا إلا نقول بقلوب راضية بقدر الله وقضائه رحمك الله ياأمير الإنسانية والعطاء والوفاء,, رحمك الله رحمة الأبرار وجعل فراقك في قلوبنا وقلوب محبيك من أبناء هذا الوطن والامتين العربية والإسلامية صبرا وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا, إنا لله وإنا إليه راجعون .
د, سعود بن صالح المصيبيح