تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات - رحمه الله - وقد كانت وفاته فاجعة أليمة وصدمة قاسية حيث كان قريباً لأبنائه الشباب يهتم برعايتهم ويوجه دائما بالاهتمام بهم وتقديم كل الدعم والعون لما فيه خدمة الحركة الثقافية والأدبية والرياضية في البلادوقد كان سموه يرحمه الله حريصاً كل الحرص على بذل أقصى الجهود في مجال مكافحة المخدرات وتقديم الدعم غير المحدود لأعمال اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، بهدف توعية الشباب وتحصينهم ضد أضرار آفة المخدرات.
وعند صدور تعييني مديراً للإدارة العامة لمكافحة المخدرات حينها أصبحت أمينا عاماً للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وفي إطار هذا العمل توثقت علاقتي بسموه الكريم رحمه الله، وعرفت عن كثب مواقف سموه الإنسانية، ومدى حبه وعطفه على كثير من الأسر والأطفال يقدم لهم كل العون والمساعدة ويشملهم برعايته الكريمة وعطفه غير المحدود.
ولقد كانت لسموه الكثير من المواقف الإنسانية المتعددة الجوانب ليس على الأسر المحتاجة، فحسب، بل كان يرعى أسراً كثيرة داخل المملكة وخارجها من البلاد العربية والإسلامية، وكان يدعم الكثير من الأشخاص لعلاجهم خارج المملكة على نفقته الخاصة، وكنت أبادر بالرفع لسموه عن بعض الأشخاص الذين يتقدمون برغبة العلاج خارج المملكة وكانت ترد إلي الموافقة مباشرة من سموه، وكان يتصل بي شخصيا للاطمئنان على صحتهم وأحوالهم، وكان شديد المتابعة عن أحوالهم، ويقدم بشكل مستمر كل الدعم للجمعيات الخيرية داخل المملكة وخارحها والتي كان آخرها الدعم المادي لجمعية البر بالأردن.
وفي مجال مكافحة المخدرات كان اهتمامه غير عادي لإنقاذ كافة برامج التوعية والبرامج الإعلامية وكان إصراره لمكافحة المخدرات بلا حدود، وهذا كان واضحا من دعمه وتوجيهاته لإنفاذ كافة البرامج المتعلقة باللجنة.
كما كان يتابع جميع حالات الأشخاص الذين وقعوا تحت وطأة داء المخدرات وكان يتصل بي شخصيا للاطمئنان على أحوالهم حتى علاجهم وخروجهم من مستشفيات الأمل، ولم يصل عند هذا الحد فحسب، فقد كان يطلب من المسؤولين في الجهات المختلفة توظيف التائبين من الإدمان لإيجاد وظائف لهم وإشغال أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة والابتعاد عن آفة المخدرات.
إن لاهتمامات سموه وحرصه الدائم على محاربة المخدرات وإعادة المدمنين إلى طبيعتهم كانت لها الأثر الكبير في توبة أكثر من 600 شخص، وإعادتهم إلى وضعهم الطبيعي وعملهم السابق.
وقد وجه سموه في هذا الشأن إلى فتح بيوت الشباب لهم للاستفادة من الخدمات التي تقدمها بيوت الشباب، وكانت من جهوده وأعماله في مكافحة المخدرات إقامة المسابقات الثقافية عن المخدرات، وتنظيم أكثر من ندوتين علميتين حول الأضرار الاقتصادية والاجتماعية والصحية الناتجة عن تعاطي المخدرات، وانفاذ أكثر من ثلاثين دورة تخصصية لتوعية المعلمات بأضرار المخدرات، وإنفاذ العديد من الدورات الخاصة بالمعلمين والموجهين التربويين في عموم مناطق المملكة.
كما أصدر سموه مجلة (المكافحة) المتخصصة في مجال التوعية بأضرار المخدرات للدارسين والباحثين في هذا المجال.
كما كانت لسموه الكثير من الأعمال المميزة في إطار عمله كرئيس للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، يصعب علي حصرها في هذه الفترة الصعبة.
إن النتائج التي حققها سموه الكريم يرحمه الله في مجال الثقافة والأدب والرياضة والشباب ومكافحة المخدرات لم تكن لتتحقق لولا فضل الله ثم دعم ورعاية واهتمام ومتابعة سموه لها.
إن الأعمال الخيرة التي قام بها سموه أكبر بكثير مما أشرت إليه رحمه الله رحمة واسعة, وإنني أرفع لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ولسمو سيدي نائب خادم الحرمين الشريفين رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز وإلى سمو سيدي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب ولسمو سيدي الأمير سعود بن فهد نائب رئيس الاستخبارات العامة ولسمو سيدي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية وإلى سمو سيدي الأمير خالد بن فهد، ولسمو سيدي الأمير عبدالعزيز بن فهد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء وإلى كافة الأسرة المالكة وإلى الشعب السعودي بأن يتغمد سموه الكريم بواسع رحمته وفسيح جناته إنه سميع مجيب, وإنا لله وإنا إليه راجعون .
لواء سلطان عايض الحارثي
مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات
أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات