- الدنيا - مآسيها كثيرة ومصائبها عسيرة,, ولعل من اصعبها عندما تعرف نبيلا,, وعندما تصحب سيداً عظيماً كالجبل الاشم,, وكالنور الواضح,, وكالنبراس إدارة وعلما وخلقا,, وكالضياء عموما في الايام الحالكة,, وانني اليوم ونحن في أمانينا نشدو بأولئك القادة من بلدنا وفي بلدنا لبلدنا كانوا في الوفاء وفي الاخاء وفي الكفاح نوراً وضاء ونجوما طالعة,, وأهلة تحوَّلت بدوراً وشموسا وكنا نتحدث في من يخدم امته ويسعدها,, وبخدمة العلم ونشره فيها ولها في حياته,, ونتحدث في من هو للدولة والوطن والمواطن رجولة وشهامة وحنكة وتشير الاصابع إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز ولكن ونحن نتحدث فيه وفي رحلته لآخر ما كان وماهو كائن وهو يحتضن طفلا لأحد الشخصيات العالمية العربية واذ نحن نستمع للمذياع وهو بعبرات ونبرات الاسى والحزن تقطر من عباراته وتنحدر من كلماته,, هذا فيصل ابن الملك (الفهد) الذي كان في معهده نادرا في جده وجهاده, نادراً في تعامله مع أساتذته,, الذين لهم كل تقدير واكبار, فيصل بن الفهد وهو يغادر الحياة إلى آخرته بذل ما يبذله الكبار في هذه الدار ما عليه المدار شجاعة لا تتوارى,, وبطولة لاتزال وفكرا قويا ان خطب فنادر,, وان كتب وخطب فقادر,, وان فكر فما هو إلا البصير رأيا,, والبصير بالقول والفعل دوما,, كان في المعهد دارسا حقا يبز الدارسين,, وكان في المعهد امثولة في ادبه وسلوكه يحترمه الزملاء من سائر الطلبة كطالب مثالي ويحبه الاساتذة لاستماعه واجلاله وتقديره لهم,, يعتبرهم آباء كونوا ذهنه,, ونمّوا فكره,, إنهم له كالابن المطيع والشاب النابه وكان العلم دأبه,, فكان فيه حكيما وكان فيه عظيما حتى بلغ ما بلغ من المسؤوليات التي كانت ومازالت تذكر له فضله في إدارته الحكيمة,, وآرائه المستقيمة كان في معهده انموذجا للرأي الصلب وعلامة في السلوك,, وحسن السيرة,, كان يقول وانا اسمع إن الاستاذ نبراس يضيء الافكار,, ان الاستاذ له من القيمة والتوجيه ما يبني المرافق الوطنية والعلمية والتاريخية ويقول اتاحت الدولة لنا المناهل فلا يتأخر عنها إلا جاهل ,, إن دولتنا - ولله الحمد - اوجدت لنا من المدارس والمعاهد ما هو نور ساطع وسيف للجهل قاطع وان الجامعات الثمان هي من دولتنا شمس مشرقة جعلت منا معشر الشباب قوة في الافكار,, وقوة في الافعال وصرحا في الكلمات.
ان فيصل وبعد ان اجتاز مراحل من الثانوية حتى الجامعة برز في افعاله,, وكان في معهده خطيبا بارزا يسبيك بالقول الفصل على رأي وعقل وكان في الجامعة مثلما كان في التعليم الأولي,, رب رأي وحكمٍ فصل وظهر ذلك في كل مراحل الحياة العملية وبرز في كل الساحات الاصلاحية والعلمية والادبية والتربوية,.
الفيصل بن الفهد: كان فتى العمل في تحقيق الامل, كان للمعلم مقدرا,, وفي العلم كان مفكرا,, خطيب لا يبارى في جراءته وفصاحته ورجولته,.
وفي كل سمة من سمات الوفاء لا حدّ لها فيه,, لم ينس صديقا ولا يتخلى عن خليل ولا يعرض عن زميل,, بل يتذكرهم وكأنهم جزء من حياته وقبس من افكاره.
الفيصل بن الفهد رجل من رجالات الدولة بطولة ورأيا وشهامة.
الفيصل ابن الفهد جعل من رعاية الشباب مدرسة للشباب في بطولات قدّرها العالم اجمع بنيت على برامج للتعليم اثمرت ثمراً كثيراً واينعت بشرف لهذه الدولة وشبابها لاحدّ لثماره من سمعة طيبة وهو طالب,, وسمعة كريمة لوقوفه مع الطلاب، هو الاول في البذل ولا انسى والمعهد يقدم مبلغا طيبا وارسلناه شيكا,, ولا أنسى وبرقيته ترد إلينا باسم المعهد وتتضمن شكراً رقيقا وتقديرا كبيرا وما تولى عملا سياسيا او وطنيا إلا وكان الاول والآخر ولله الحمد والشكر في ذلك,, اما رعاية الشباب فقد كان فيها بطلا مقداما حتى تسنم موقعا عالميا اصبح شبابنا الذي تربى على يديه، اصبح في العالم نموذجا لحسن التعامل في الملاعب والميادين الرياضية,, إن رعاية الشباب بفضل خلقه وأصالة رأيه,, وبُعد نظره يجمع شتات الرياضات العقلية والجسمية والكشافة وان كانت الكشافة التي في المعهد حازت درجات عالية ومازالت في هذه الرعاية مضرب المثل لانه تلقاها في المعهد وطبقها في مسؤوليته الاخيرة التي اعطتنا خيرا وكوّن بها شبابا نيرّاً,.
وأخيرا فإن خسارتنا في فيصل بن فهد لا تحد ونحن نفتقده شابا ملء العين والقلب واننا لنتوجه لسيدنا ومولانا الملك فهد بتعزية قلبية في فقيد الوطن بكامله وللشجاعة في ميادينه ولحب البلاد في قلبه ونعزي سيدنا ولي العهد والنائب الثاني المعظم في فقداننا لفيصل بن فهد هذا المقدام الذي يعمل بدأب وتوفيق في اي ميدان وأي طريق عمل الشجاع في بناء بلاده,, واسعادها, ان فيصل بن فهد بن عبدالعزيز ان لم يكن بيننا الآن فإنه بيننا بما انتج وبما اثمر من الاعمال الكبيرة والتنظيمات الصالحة والمصلحة والمجال لا يتسع ابدا لحصر مواهبه وما أثمره وما اينعه لأمته وبلاده من عمل مذكور وفعل مشهور فرحمة عليه ما هبت الصبا وما لمع النجم وألهم الله الجميع الملك فهد وولي العهد وسلطان بن عبدالعزيز الصبر على هذا المصاب الجلل والفادحة الكبرى وهي كذلك لابنه البار نواف واخوته وأهله وإنا لله وإنا إليه راجعون .
عثمان الصالح