القول: لقد كان القدر اسرع,,والصدمة اكبر,, والمصيبة اعظم,, ولولا الايمان المطلق بالقضاء والقدر,, لكان البشر قد كفر,, وهكذا الدنيا,, وما بين لحظة عين وانتباهتها,, يبدل الله الاحوال فيها,, من حال الى حال,, فآمنا بالله,, وتوكلنا على الله,, ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم,, مات امير الشباب,, رائد الانسانية,, فخر الجزيرة,, مات سمو الامير المحبوب فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس العام لرعاية الشباب,, غفر الله له,, واسكنه فسيح جناته,, وألهم والد هذه الامة,, وقائدها,, الملك فهد,, وولي عهده والنائب الثاني,, واصحاب السمو الامراء انجال الفقيد العظيم,, وجميع افراد الاسرة الكريمة,, وشباب هذه الامة,, الصبر والسلوان انا لله وانا اليه راجعون فلقد كان هذا المقال معداً قبل نبأ الصدمة,, وكان جاهزاً قبل اعلان الفجيعة,, وقبل وصوله الى الصحيفة,, عاد,, وعاد معه بالخبر الصدمة,, خبر الرحيل المر,, والموت المفاجىء,, ولم نجزع,, ولكننا فزعنا,, وارتبكنا,, وما كنا لنصدق,, لولا الايمان المطلق بالقضاء والقدر,, وفكرت,, ثم فكرت,, ومع حوسة التفكير,, اهتديت الى انه اذا كان نشر هذا المقال في حياته رحمه الله واجبا,, فانه اليوم قد اصبح فرضا,, ثم وانه ان لم يكن,, قد تناول محاسن الفقيد بصورة متكاملة,, الا انه كان,, تحقيقا لرؤية انسانية فريدة,, وكرماً عاطفياً وعونا ماديا,, يعتبر,, تتويجا لسيرة انسانية فذة,, لا يجوز اغفالها,, وتركها في عالم النسيان,, ومن هذا المنطلق كانت البداية.
المقال: في جداول العطاءات والكرم الانساني النبيل,, الذي تعودنا عليه وتابعناه في مسيرة صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز,, الرئيس العام لرعاية الشباب رحمه الله وفي بادرة انسانية رائعة من سموه,, وعلى هامش نشاطاته ومشاركاته الرائدة,, في حضور حفل افتتاح الدورة العربية التاسعة للالعاب,, التي تجري فعالياتها بالاردن,, لم ينشغل سموه الكريم بالبرامج الرسمية المعدة سلفاً، ولم تتجمد العواطف والمشاعر الانسانية الرحيمة في قلبه، ولم تتوقف ذاكرته وسط هذا الزخم الكبير من الاستقبالات والارتباطات الرسمية,, عن زيارة مبرة ام الحسين للايتام بالاردن,, حيث زارها سموه، ووقف على احوالها,, وتفقد انشطتها واجتمع بأسرتها، ومسح بيده الكريمة على وجوه ورؤوس الايتام فيها,, ضارباً اروع الامثال في النبل والانسانية والعطاء,, حينما بادر رحمه الله بالتبرع لتلك المبرة بمبلغ مليون دولار امريكي,, وهو ما يمثل اكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون ريال سعودي,, هي الوصل القوي,, بين هذا الامير الانسان,, وبين الاعمال الانسانية التي منحه الله حب العمل فيها,, والعطاء من اجلها,, والارتباط الابوي الحنون مع نزلائها,, من ذوي الحاجة,, ومن حكمت عليهم الاقدار,, الوقوع تحت وطأتها,, ومعاناة قساوتها، والحياة بواقعها,, وتلك والله اضافة مشرفة في سجلات الاعمال الانسانية الخالدة,, لسمو هذا الامير الكريم,, الذي يستحق منا ومن غيرنا كل الحب، وكل التقدير,, وكل الاحترام.
ولهذا,, فقد بادرت صاحبة السمو الاميرة زين بنت الحسين مديرة المبرة,, بتقديم خالص الشكر والامتنان لسمو الامير فيصل,, بتصريح لوكالات الانباء,, ومراسلي الصحف على هذه اللفتة الكريمة,, مشيرة الى انها مكرمة كريمة,, تعبر عما يكنه سموه الكريم,, من مشاعر الاخوة والمحبة,, تجاه اشقائه في المملكة الاردنية الهاشمية,, وتؤكد عمق التراحم بين القيادتين والشعبين في المملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية,, وعدت سمو الاميرة,, هذا الدعم السخي من سمو الامير فيصل للمبرة,, تجسيداً للتواصل والتكافل الاجتماعي الذي سيمكن المبرة من مواصلة تأدية رسالتها تجاه الايتام الذين تعد كفالتهم من الاعمال الاسلامية الجليلة,, تجاه هذه الفئة الغالية من مجتمعنا المتماسك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل التمسك بالدين والمثل والاخلاق الاسلامية.
والمتتبع لسيرة الامير فيصل لا يستغرب ولا يستكثر مثل تلك المبادرات الانسانية الخيرة فلسموه الكريم من المبادرات والعطاءات الانسانية,, التي من شأنها تأصيل الاخاء العربي,, والتلاحم الاسلامي في الوطن العربي كله,, من محيطه الى خليجه,, وله مواقف انسانية متعددة داخل المملكة وخارجها,, لا يتسع المجال لذكرها في مثل تلك المقالة القصيرة,, او هذا التعليق السريع.
وما تلك المبادرة الكريمة والتبرع السخي من سمو الامير فيصل,, لتلك المبرة الفتية في الاردن الشقيق,, الا نموذج واحد,, من الاعمال الانسانية والعطاءات الكثيرة,, التي تجود بها نفسه الكريمة,, في مواقعها العامة والمتفردة,, وللجمعيات الخيرية، والاسر المنكوبة في رجالها وابنائها والقائمين عليها ولسموه الكريم في مثل تلك الامور مواقف مشرفة,,
وعطاءات ومبادرات كثيرة,, منها المنظور,, ومنها غير المنظور,, وما يتسرب الى وكالات الانباء,, وتنشره الصحافة,,
ماهو الا قليل من كثير,, من عطاءات وتبرعات كثيرة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى,.
وهو لا يرجو من ورائها غير الاجر والثواب,, من رب العباد, وهي صفة انسانية فذة كرمه الله بها, فجزاه الله خير الجزاء,وهذا اقل ما يجب علينا نحو سموه الكريم.
عبدالعزيز العبدالله التويخري
الرياض