Tuesday 24th August, 1999 G No. 9826جريدة الجزيرة الثلاثاء 13 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9826


لحظة وداع,.
خاطرة

أمسك القلم لارسم لوحة العمر، وألوان بسمات شفاهه,, امسكه لأكتب حروف الحب المحفورة بالقلب,, لأروع إنسانة,, للهيب الدفء,, لمداد الحب,, لرمز الكفاح,, الى تلك الانسانة العظيمة التي تعطي دون انتظار ماقبل او حتى كلمة شكر واحدة,, انت للعمر فرحة رغم الأحزان وللشفاه بسمة رغم الآلام أنت همس في صمت الحبر ونبضات في القلب الجريح,, أبحث عن الأمان في لحظة الخوف,, فأجده بين ذراعيك,, ابحث عن الحب في لحظة يأس فأجده في قلبك الكبير,, ابحث عن الدفء في لحظة صقيع الحزن,, فارتمى بين احضانك لاشعر بلهيب دفئك,, عزيزتي,.
مع انك كنت تكبرينني بخمس سنوات إلا انك لم تبخلي علي بنصائحك المفيدة فكل كلمة تخرج منك أحس بأنها حكمة يجب علي التقيد بها.
فيمر قطار الحياة بمحطات عديدة حتى يصل لمحطة الفراق,, بالنسبة لي بيني وبينك ويخطفك قطار الحظ والنصيب بعيدا عنا فما ان سمعت ذلك الخبر حتى ايقن قلبي انها النهاية المؤلمة حينها سرت رعشة وجل الى قلبي وأدركت بأن السعادة ذهبت مولية كيف لا وقد فارقت اثمن ما في حياتي.
عندما جاء اليوم الموعود بكل ما فيه من أفراح وتراحيب كنت أكبت احزاني حتى لا تشعرين بها مع كل لمسة ألمسها لفستان زفافك كنت اودعك بها ثم حضر وخطفك من بيننا وذهبت بعيدا,, بعيدا,, فلم اعد أرى سوى آثار فستانك,, وداعا يا أنيسة وحدتي وداعا يارفيقة دربي في مشاعري وصديقتي في محنتي ذهبت وتركتيني فريسة لوحدة تنهشني وأحاول الهروب منها حتى أصل لقلبك الدافىء فأنا ارتكز على النافذة والمطر ينهمر من الخارج,, في وداعك ارى وجهي على زجاج النافذة وألمح بريق الحزن في عيني وأخذت أدون مشاعري على صفحات قلبي واقول: ما اقسى لحظة غياب احبائنا عنا! في لحظة الوداع حينما تذرف الدموع حارقة موجعة وتتحاضن الأيدي في عناق موجع ويختنق الصوت في الحناجر ليت وداعك رحمنا فلا يطرق ابوابنا ويفجعنا بوداع احبائنا ليته يسمع ويستجيب.
ودعتينا بجسدك ولكن ما يزال قلبك وصوتك ينام بجانبي اتذكر نصائحك تلك التي اسطرها مدى التاريخ فكم هزت من وجدان وأيقظت من ضمير يشدو بها طائر الربيع حين تفده الريح,, مع ذلك فأشد أنواع الوداع قسوة وتعذيبا ذلك الوداع الذي يتم بالاختيار والاتفاق حينما يتفق الأحبة على الوداع فما أقساه من وداع باتفاق,.
ودعته وبودي لو يودعني
صفو الحياة واني لا أودعه
سمعت طرقا على باب حجرتي واذا به ينفتح لم أكن أعلم ان الحزن تخنقه المفاجأة رأيتك بعيني فلم استطع ان اتكلم او اعبر لقد شعرت بلذة وعذوبة الفرح بمقدمك السعيد فاحتضنتك بحرارة وأخذت الآفاق تبتسم فرحا بمقدمك وترتسم الروابي بألوانك الساحرة فتضفي في الجو طيفا يشع بنور الحياة وتتهادى الأزهار تحت قدميك وتعزف نسمات الهواء لحنا أخاذا فتخرج نغمة الترحيب مهللة بمجيئك,.
,, اختاه,, اتمنى لك السعادة والهناء في عشك الجديد مع ضحكات وابتسامات وأرى فيك دائما الاخت الناصحة المحبة للخير.
بعد ذلك اتخطى الصعاب لتكتمل لوحة العمر وتدوم البسمة على تلك الشفاه، اختي الحبيبة,, انتهت الأوراق جف الحبر وانتهت الحروف,, وأنا لم انته لم أكتب سوى نبضة واحدة,, فسلمتِ وسلم عطاؤك أيها القلب الكبير.
أماني بنت سعد العبيلي
طيف المشاعر

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved