بعض الأحداث والمواقف لا يستطيع المرء ان يتجاوزها دون ان تثير لديه بعض الخواطر والتداعيات، هذا كان حالي حينما قرأت في الصحف المحلية خبر منح الأمير احمد شهادة الدكتوراه التقديرية من احدى الجامعات الامريكية، ومن واقع معرفتي بالأمير أحمد وما سمعته كثيراً ويتحدث به كل من تعامل معه، جاءت هذه الكلمات تقديراً لشخصية سمو الأمير.
فلقد سلكت الجامعات الغربية مسلكاً يشبه وسام الاستحقاق الذي تمنحه الدول لمن له شأن او قام بخدمة معينة,, فهذه جامعة Red Island الامريكية تكرم صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وتمنحه شهادة الدكتوراه التقديرية لأنه كان من خريجي الجامعة وأثبت كفاءة ومقدرة متميزة في الحياة العملية، مما جعلهم يفتخرون بما حققه من انجازات، هذه الشهادة في واقع الأمر لا يستحقها الا المتميز, ومما لا شك فيه ان معرفتنا لما عمله سموه وما تحقق على يديه من انجازات اكثر من معرفة تلك الجامعة، فقد كان سموه محل التقدير والاعجاب لكل من عرفه او عمل معه.
فبحكم منصبه كنائب لوزير الداخلية اتصف سموه بالشهامة وحبه للخير وقبوله للشفاعات,, فهو لمن لا يعرفه قلما يعتذر عن شفاعة، وهذا يدل على عطفه وتفاعله مع مشاكل المشفوع لهم، فصار عرفاً عند الداني والقاصي إن الشفاعة التي يقوم بها سمو الأمير أحمد لا تخيب، ان شاء الله, وهذا الخلق بحد ذاته انجاز، وطبيعة نفسية لا تجدها في الكثير من الرجال، فهي اذن شهادة تقديرية عملية اكتسبها خلقاً وطبيعة.
اما الشهادة الاخرى لسموه فهو انه رجل وفاء لا ينسى اصحابه ابداً فتراه دائماً سنداً لهم، وكثير السؤال عنهم، وهذه الخصلة تجعل من سموه انسانا يتشرف الجميع بمعرفته، كما ان هذه الخصلة ايضاً من الخصال النادرة في زمننا هذا، وهي شهادة اخرى لسمو الأمير أحمد.
اما الشهادة الاخيرة التي ارى انها من اعظم الشهادات خصوصاً بين العاملين في القطاعات الأمنية فهو مسؤول تبرأ به الذمة، وهذه من وجهة نظري ارفع مقاماً من شهادة الدكتوراه الفلسفية ذلك لأننا في زمان قد كثر فيه اصحاب الشهادات العليا، الا ان وجود رجال تبرأ بهم الذمم اصبح امراً نادراً، ومن كان على مثل هذه السجية يستحق ان يعطى اعلى الشهادات والاوسمة، وان يرجى له من الله المغفرة والثواب والله لا يضيع اجر من احسن عملاً.