Sunday 22nd August, 1999 G No. 9824جريدة الجزيرة الأحد 11 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9824


محكمة ابو حمد البحرية!!

عندما كتبت مقالة بعنوان ((محكمة ابو حمد الدولية)) وحرصت على نشرها بهذه الصفحة، كنت آمل ان نرتقي بالحوار ونلتزم بأدبه في محاولة لاثراء الساحة الشعبية التي تعاني من حالة فقدان توازن وسكون قاتل، عبر مناقشة موضوعية وبمشاركة جماعية من الشعراء والقراء.
ويبدو لي ان مقدمة المقالة (استغلقت) على فهم أخي الحميدي الحربي فاستخف بها في محاولة للخروج من الموضوع المطروح للبحث.
ان تسميني (بالمحامي) وتفسير تلك المقدمة بانها فلسفة المحامين الجدد وانني من طلاب الشهرة ومفسري الماء هو تحوير للموضوع بسوفسطائية غريبة وابتعاد عن الهدف الحقيقي له رغم ان كلامه جاء على شكل مداعبة.
لكنه اثار نقطة خطيرة كان الاجدر باصحاب المجلات الشعبية الرد عليه وعدم الاستهانة بالامر خاصة وانه يمس حقلا مهماً في الثقافة الشعبية عبر اتهامه لهم بان مقومات النشر لديهم هي (الجمال,, المال) وهذه مصيبة ان صحت.
انا لاانكر بان الحميدي يمتلك جرأة تصل الى حد التهور يفتقر اليها الكثيرون وانه شاعر كبير يمتلك ادوات جيدة في مجاله وانه احد نجوم الساحة الشعبية.
ولكنني اعتب عليه عدم وضوحه واطلاقه عموميات غير واضحة المعالم وتسفيه الرأي الاخر الذي لايتفق معه.
((اضطررنا الى تدمير القرية لانقاذها)) هذا كلام مضحك يدعو الى البكاء لعمق المأساة وقسوتها قاله قائد امريكي بعد تدمير قرية احتلها الفيتكونغ سنة 1968م.
ان هذا التبرير الخاطىء يماثل الى حد كبير كلام اخينا (ابوحمد) وهجومه العاصف على المجلات الشعبية عبر اتهامهم بالعبثية والسخرية منهم في محاولة لايهام القارئ انه المنقذ للساحة الشعبية من هؤلاء العابثين.
من خلال متابعتي كان ابوحمد من المشيدين بهذه المجلات فاين الخلل ومتى تغيرت قناعته بهم؟ ومن هم العبثيون تحديدا؟
أريد من ابي حمد ان يورد امثلة ملموسة بعيداً عن العبارات الفضفاضة التي تؤول بطرق عدة.
هل يقصد اولئك الطحلبيين الذين لايعيشون إلا على الماء المتسلقين على اكتاف الاخرين؟ ام يقصد اولئك الزئبقيين الذين يتمددون حسب أحوال الطقس المتقلبين في قناعاتهم حسب المصلحة؟.
هؤلاء لايمثلون سوى انفسهم ولايمثلون المجلات قد يكونون طلاب شهرة وهذه يستطيع المرء تحقيقها بطرق عدة من ضمنها التفاهة ومحاولة الارتقاء بها.
كنت وما زلت ارى الساحة الشعبية، ارضا بكراً لم تستثمر بطريقة صحيحة لكونها تحمل خاصية تميزنا عن غيرنا وجمالها في بساطتها ووضوحها لكونها وسيلة تعبير قريبة الى قلوب الناس يعبرون من خلالها عن امالهم واحلامهم وهمومهم، وكنت متفائلاً بشعرائها وشاعراتها والعاملين عليها لخلوهم من العقد التي تلازم مثقفي الفصحى وكنت عكس المتشائمين اصحاب الخبرات السلبية التى يرونها مستنقعاً تكثر فيه التماسيح والرخويات والضفادع الملساء.
كثر الكلام عن الحداثة والسخرية منها من قبل ابي حمد وبعض الاخوان وهي برأيهم بدعة تحارب ما هو متعارف عليه وتقليد اجنبي باهت مشوه, وهذا امر ينافي الحقيقة ويبدو ان الاخوان يخوضون في بحر لايستطيعون العوم فيه ولايدركون ماهيته.
فالحداثة تقوم على الاصالة وتتشرب الموروث، وتحاول طرحه برؤية جديدة، حتى وان خرجت عن المألوف الساكن المعرض للاضمحلال والموت، هي حركة ديناميكية وليست تخريبية تحترم القديم وتحاول احياءه من خلال فهم العصر بشفافية ومحاولة كسر الحواجز حتى ولو تم ذلك عن طريق صدمة صاعقة, والحداثة الحقيقية نادرة في الفصحى وغير موجودة في الشعر الشعبي ومدعوها موهومون صدقوا هذيانهم.
ان مهمة الفن زيادة وعي البشر وصقل حساسيتهم وليست خداعهم او تضليلهم، وتحريك انبل ما في الانسان من المشاعر من أجل تغيير الحياة الراكدة .
سطم بن خلف الغبين
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved