عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ماهي إلا أيام قلائل ويبدأ العام الدراسي الجديد، لذا فقد استنفرت المكتبات كافة جهودها لتأمين المتطلبات المدرسية المتنوعة من دفاتر واقلام وشنط وغيرها من بقية الأدوات المعروفة، وبلغ الاستعداد غايته لاستقبال السيل الجارف الذي سيتوافد عليها لشراء تلك المتطلبات المدرسية الضخمة, وهنا أجد الفرصة سانحة لمناقشة قضيتين هامتين تتعلقان بهذه العودة المنتظرة، وذلك من خلال منبر عزيزتي الجزيرة الأرحب فأقول وبالله التوفيق.
(1) ينتظر ملاك المكتبات هذه العودة على أحر من الجمر حيث انها الموسم الأكبر في الكسب والربح، إذ تتجاز مبيعات اليوم الواحد في هذه المكتبات مبيعات شهر او شهرين في غيرها، لذا فلا عجب من هذا الاستنفار العام، ولكن ثمة مسألتان أتمنى من اصحاب المكتبات مراعاتهما قبل بدء موسمهم المنتظر قريباً وهما:
المسألة الأولى: نظراً لأن الإقبال والازدحام يبلغ ذروته في هذه الأيام، ونظراً لكثرة وتنوع المشتريات التي يريدها الزبائن، يستغل قلة من اصحاب المكتبات هذا الوضع استغلالاً سيئاً ويكسبون من خلاله كسباً طائلاً ممقوتاً وذلك انهم يعمدون لرفع الاسعار بشكل كبير نظراً لأن المشتري لن يدقق في حساباته لكثرة مشترواته فالكثير من الزبائن يعطي الورقة التي فيها مايحتاج لصاحب المكتبة ثم يعطي الحساب كاملاً دون تفصيل، وهنا قد تمر عليه بعض الزيادات دون ان يشعر بها، لذا فمن الواجب على اصحاب المكتبات ان يراقبوا الله تعالى في هذه المسألة وان يعلموا انه مطلع عليهم وان مافات على زبائنهم مدون بدقائقه عند ربهم سبحانه، كما أذكرهم بأن من صفات التاجر المسلم النصح لأخيه المشتري وعدم استغلاله وليعلموا أن من اخلص لأخيه ونصح له فإن الله سيكون معينه، بالاضافة الى انه سيكسب سمعة حسنة تجعل زبائنه يثقون به ويحرصون علىالتعامل معه، وهذا مشاهد ومحسوس من خلال ارتياد البعض لمكتبات بعيدة عن منازلهم مع وجود اخرى اقرب منها لهم وذلك نظراً للسمعة الطيبة من خلال حسن التعامل والصدق في البيع.
المسألة الثانية: اشتهرت بعض المكتبات بالتعامل مع الزبائن بطريقة ماكرة وخبيثة ألا وهي تخفيض اسعار الأدوات المشهورة والمعروفة بشكل فاضح وفي المقابل تباع الأدوات والسلع غير المعروفة باسعار نارية ومكاسب خيالية ومضاعفة، والضحية مشتر غرّر به وخدعته الاسعار المخفضة لما اشتهر من الأدوات ولم يدرك المسكين ان المكتبة سلخته باسعار نارية فيما لم يشتهر من الأدوات, ألا فليتق الله من يمارس هذا الخبث والدهاء وليراقب المولى جل وعلا، وليعلم ان في الكسب الحلال غنية عن الحرام وان الصراحة والوضوح هما ديدن المسلم في كل تعاملاته ومنها البيع والشراء.
(2) يجب على الإنسان قبل ان يتوجه للمكتبات لتوفير مستلزماته أو مستلزمات الأولاد ان يتنبه لأمور تتعلق بهذه المسألة منها ماهو قريب ومنها ماهو بعيد وهي كما يأتي:
(أ) يعتاد الناس تأخير مشترواتهم المدرسية الى قبيل الدراسة بيوم او يومين، ولذا ترى الزحام يبلغ غايته في هذين اليومين وتضيق المكتبات بمن فيها، ويحق لنا هنا ان نتساءل لماذا نؤخر اعمالنا غالباً الى آخر وقت؟؟ وهل هذه الصفة خاصة بنا نحن العرب أم هي ظاهرة عالمية؟؟ حقاً إنه أمر عجيب يعجز العاقل عن إدراكه، تمر أيامنا مع مافيها من فراغ ولم نفكر باستغلالها بتأمين مانريد من مشتروات قبل وقت كاف!! نؤجل ذلك مع علمنا المسبق بتاريخ بدء الدراسة ومن ثم نشتكي من كثرة الزحام في المكتبات وعدم اعطائنا فرصة للمناقشة والمفاصلة في الاسعار، عجيب أمرنا نتفنن بإلقاء الشكاوى والآهات على غيرنا مع اننا المتسبب الأول في وجودها!! كم أتمنى ان يأتي اليوم الذي أرى فيه المحلات التجارية ليلة العيد، والمستودعات الغذائية عشية رمضان، والمكتبات الدراسية قبل الدراسة، اقول كم اتمنى ان يأتي اليوم الذي ارى فيه هذه المحلات في تلك الأوقات كما اراها في بقية ايام العام فلا تأخير ولا زحام ويكون ذلك بتفهم المواطن واستعداده للحدث قبل مجيئه وحلوله بوقت كاف.
(ب) - بعض اولياء الأمور يشتري الأدوات المدرسية بالقطارة وبأعداد محددة مع ان هناك طريقة أخرى أقل سعراً في الشراء وأكثر راحة من العناء ألا وهي الشراء بالجملة المخفضة فبدلاً من شراء ستين دفتراً مثلا بإمكانك ان تشتري تلك الدفاتر بالكرتون الذي يوجد فيه ضعف ماتريد وبسعر قريب من سعر مشترواتك المفرقة، ومافضل عن حاجتك من الدفاتر وبقية الأدوات يحفظ في ناحية من المنزل ويستفاد منه اثناء دراسة الفصل الأول او مع بدء الدراسة للفصل الثاني وستكون ادواته المدرسية متوفرة لديك ومن ثم تتخلص من مؤونة وشقة الذهاب للمكتبات مع بدء الفصل الثاني.
(ج) - لولي أمر الطالب ولمعلمه دور في توعية الطلاب بأهمية المحافظة علىممتلكاتهم وكتبهم وبقية الأدوات المدرسية المتعلقة بهم وتوجيههم الى العناية بها وعدم العبث بها بتمزيقها أو الكتابة عليها، كما يجب على معلم المادة بالتعاون مع المرشد الطلابي متابعة كتب التلاميذ بين فترة واخرى حتى لايعبثوا بها ويشوهوها.
(د) يستحسن ان تكون الدفاتر مناسبة للمادة فلا يليق بالطالب ان يقتني دفتراً بمائة او مائتي ورقة لمادة لاتحتاج الا لخمس عشرة او عشرين ورقة،وهذا الدور مناط بالمعلم وبولي أمر الطالب فعليهما التنبه لذلك لأن الزيادة التي لا حاجة لها فيها هدر وزيادة إثقال لكتب الطالب المدرسية.
(ه) - صدر النظام الجديد للتعليم وسيبدأ تطبيقه مع بداية العام الدراسي القادم، وقد اشتمل النظام الجديد على تعديلات جذرية، حيث قسمت الدرجات الى ثلاثة أجزاء خمس منها للمشاركة والبقية لامتحانين أحدهما في منتصف الفصل والآخر في نهايته، ولم يرد ذكر للواجبات في توزيع تلك الدرجات فيا ترى هل تم إلغاؤها؟ ام انها قننت وتم تخفيفها؟ حيث مازال المعلمون واولياء الأمور في حيرة من هذه المسألة، فالمعلم لايدري هل للواجبات درجة مقتطعة من درجات المشاركة، ام ان النظام يحمل على ظاهره وتكون المشاركة بدون واجبات!! واولياء الامور في حالة تردد هل يشترون دفاتر للواجبات وهي النسبة العظمى من الدفاتر ام لا؟ لذا فالمأمول من المسؤولين في وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات توضيح النقطة بأسرع وقت ممكن.
(و) - لاتزال معاناة أولياء امور الطالبات قائمة مع بعض المعلمات اللاتي يتفنن بكثرة الطلبات وغرابتها، لذا فعلى المسؤولين بالرئاسة العامة لتعليم البنات القضاء على هذه المشكلة والاخذ على ايدي تلك المعلمات ومنعهن من إلزام الطالبات باشياء لم تطلبها الرئاسة.
عزيزتي الجزيرة: هذه بعض الخواطر والمقترحات نثرتها عبر عبيرك الفواح الذي يصل شذاه كل محافظة فيعطر اهلها, سائلا المولى جلت قدرته ان تجد
القبول والتطبيق من قبل المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات والمسؤولين والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.