عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
قرأت ما كتبه الاستاذ (سعد البواردي) في جريدة الجزيرة الغراء في عددها الصادر يوم الاربعاء بتاريخ 7 جمادى الاولى لعام 1420ه برقم (9820) وذلك في زاوية (المعنى) تحت عنوان (لماذا الرياض وحدها؟) وقد أبدى الكاتب في مقاله اعتراضاً على القرار الصادر من وزارة الشؤون البلدية المتمثل في إغلاق المقاهي بمدينة الرياض بعد الثانية عشرة مساء,, ومنع استقبال القنوات الفضائية التي يبثها القمر الصناعي (عرب سات) أو اي قنوات اخرى مشفرة .
واعترض على ان تكون مدينة الرياض - العاصمة - هي حقل التجربة في هذا القرار, وقد تساءل في مقاله هذا عن بقية المقاهي والقنوات الفضائية في مدن المملكة وعن وجود القنوات الفضائية في البيوت وغيرها وعن أين يذهب الشباب اذا أغلقت هذه المقاهي، وحذر من ان تكون النتيجة عكسية فيؤدي هذا القرار الى خلق مشاكل اخرى، ثم طالب اخيرا بتعميم هذا القرار - إذا كان لابد منه - على جميع مدن المملكة.
وبعد قراءة هذا المقال فإن لي على ما ذكر الاخ سعد - وفقنا الله واياه الى الصواب - تعقيبا وهو كما يلي:
ان قوله إن بلادنا تشارك (عرب سات) بقناتيها الاولى والثانية وهناك قنوات اخرى ذات علاقة وطيدة ببلادنا) فأقول: إن القرار لم يتعرض للقنوات السعودية الاولى والثانية فهما خارجتان عن محل النزاع اما الاخرى ذات العلاقة الوطيدة، فلا نعلم ان لوزارة الاعلام في المملكة العربية السعودية إشرافا مباشرا على غير هاتين القناتين المعروفتين (الاولى والثانية).
اما اعتراضه على ان (تكون الرياض هي حقل التجارب) فأقول ان اتخاذ هذا القرار وتطبيقه اولا في مدينة الرياض، ليس لأن مدينة الرياض حقل تجارب، بل لأن مدينة الرياض هي (القدوة والأسوة) لجميع مدن المملكة عدا الحرمين الشريفين، فما كان من خير فهي اولى الناس به، وما كان من شر فهي أبعد الناس عنه، وسيتم بإذن الله تعالى تعميم هذا القرار على جميع مدن المملكة كما دعوت الى ذلك جزاك الله خيرا.
ان الاخ البواردي وفقه الله تساءل عن تطبيق القرار على المقاهي والقنوات الفضائية العربية في مدن المملكة الاخرى شرقا وغربا شمالا وجنوبا، فنقول لأخينا الكريم: هلاّ وافقت على تطبيقه في الرياض حتى تدعو الى تطبيقه في بقية مدن المملكة؟!، وتطبيقه في بقية مدن المملكة ليس امرا مستحيلا وسيتم بإذن الله ثم بتوجيه من ولاة أمر هذه البلاد ومن المسؤولين القائمين على الشؤون البلدية وفقهم الله تعالى.
اما عن تساؤل البواردي عن سبب حصر هذا القرار في المقاهي فقط ولماذا لا يعمم ابتداءً من البيوت ومرورا بالشقق ونهاية بالاستراحات؟ فأقول انني اؤيد الاخ البواردي على هذا الاقتراح,, فماذا استفدنا من القنوات الفضائية؟ بل ماذا خسرنا بسبب هذه القنوات؟ والجواب عن هذا يطول ويطول.
ثم قال البواردي (أين يذهب الشباب الذين يجدون في المقاهي متنفسا لهم؟) فأقول وأين المتنفس بين ذلك السحاب المتراكم من دخان (الشيشة) و(السجائر)؟! بل اين المتنفس في تلك (الدكّات) التي لا يستطيع الرجل ان يمد رجله فيها من الضيق؟ فقد ترك الشباب البراري الواسعة، والبحار الزاخرة، والمزارع الخضراء ليتنفسوا بين أروقة المقاهي وتحت رؤوس (الشيش) المستعرة!
ان الاستاذ البواردي يطالب ب(التيسير وعدم التعسير) على الشباب فأقول هذا مطلب عظيم، ولكن لم لا نطالب المقاهي والقنوات الفضائية بالتيسير وعدم التعسير على الشباب، وقد وصل الحال في بعض المقاهي إلى أن يجعل تذكرة الدخول الى (الدكة) التي تعرض فيها مباريات (أبطال القارات) عبر قناة فضائية معينة، أقول بأن تجعل تذكرة الدخول ب(50) ريالاً فأين التيسير؟!
قال البواردي (ان الضغط - أي على الشباب - يولد المشاكل) فأقول: ان مثل هذه القرارات لا تعتبر ضغطا، إنما هي (سد لذرائع الشر) وقد جاءت الشريعة السمحة بقاعدة عظيمة وهي قاعدة (سد الذرائع) ويقال: هل دخان الشيشة والجلوس في تلك الأماكن لا يسبب الضغط؟ وهل ما يشاهده الشاب في تلك القنوات من مظاهر ومناظر لا يسبب الضغط,,؟
ويقول البواردي (ان إغلاق المقاهي المفتوحة يؤدي الى النزوع الى استراحات مغلقة)، فأقول: كن على يقين ان هؤلاء الشباب الموجودين في المقاهي المفتوحة لو وجدوا في المغلقة ما يجدون في المفتوحة لما جاءوا الى المقاهي المفتوحة ابدا,,, وايضا فإن المقاهي المفتوحة - على اسمها - تؤدي الى زيادة نسبة رواد المقاهي، اما المغلقة فهي منحصرة على أهلها لا تزيد بل ربما تقل.
وذكر الاخ البواردي ان اغلاق المقاهي قد يؤدي الى ظاهرة (التفحيط) عند الشباب, فأقول: وهل كانت ظاهرة التفحيط منعدمة عندما كانت المقاهي مفتوحة,؟ أم أن لظاهرة التفحيط أسباباً اخرى كثيرة لعل من أهمها ما يعرض في القنوات الفضائية من مغامرات المطاردات وغيرها؟
* وأخيرا أضم صوتي الى صوت أخي الاستاذ (سعد البواردي) الذي دعا في نهاية المقال الى تعميم هذا القرار على جميع مدن المملكة بعد ان اعترض على تطبيقه في الرياض,,!! كما أدعو ايضا الى متابعة تنفيذ هذا القرار من الجهات المعنية.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والله الهادي الى سواء السبيل.