عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
يوجع القلب أن يرى المرء المياه التي جعل الله منها كل شيء حي تهدر في الشوارع والأراضي دون ضابط,, ويزداد ألم القلب عندما نعلم المبالغ الباهظة التي يتم انفاقها من أجل توفير هذا الماء لكي يرفد الحياة وينميها على هذه الارض,, ثم يتم التعامل مع كل ذلك السخاء الذي تبديه الدولة - يحفظها الله - بعدم اكتراث من البعض.
وقد سرني ماقرأته في الصفحة الأخيرة من الجزيرة بتاريخ 24 ربيع الآخر 1420ه بعنوان مياه الرياض تكتشف خللاً وتسرباً في 240 مصنعاً ، وجاء في الخبر الذي اورده محرر الجزيرة سلطان المواش ان مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة الرياض قامت بمتابعة استهلاك 4018 مصنعا بمدينة الرياض من المياه منذ بدء البرنامج الخاص بالكشف عن الشبكات الداخلية للمباني العامة, وجاء في الخبر ان مدير مصلحة المياه بالرياض المهندس خالد البواردي اكد ان العمل مستمر وبشكل دؤوب لحل جميع مشكلات التسرب داخل المباني العامة والخاصة وكذلك الشبكات العامة وذلك للتقليل من الكميات المفقودة داخل باطن الأرض, كما أكد البواردي ان 240 مصنعاً كانت تعاني من خلل في شبكاتها وقد تم - بحمد الله - اصلاحها.
ومثل هذا الخبر يشير الى امرين اولهما، ان التسربات المائية موجودة بالفعل بشكل يهدر هذه الثروة النفيسة في بلادنا الصحراوية، والامر الثاني ان السلطات المختصة لم تستكن لهذا الامر بل تحركت وفق برامج مدروسة لمعالجة تلك التسربات وايقاف الهدر المائي غير المبرر.
ونحن كمواطنين لابد ان نؤدي دوراً مماثلاً لما تقوم به الادارات المختصة, فالماء - عصب الحياة - لايمكن لأي دار ان تستغني عنه، وإذا راقب كل شخص سلوكياته تجاه التعامل مع الماء في المنزل لاستطاع ترشيد استهلاكه بشكل ملحوظ, كما ان على كل اسرة ان تراقب تمديدات المياه وملاحظة اي تسربات منها، فالقطرة الواحدة قد تؤدي الى هدر ضخم اذا استمر نزولها على مدى ساعات ناهيك عن الأيام والاسابيع.
وفي كل الأحوال يجب على الجميع ادراك ان الهدر المائي والاسراف في استخدامه منهي عنه دينياً، وان بلادنا بحاجة الى كل نقطة ماء لضمان استمرار الحياة والتمتع بثروات هذه الارض دون مخاطر، ولعل حملات التوعية التي نلحظها ونراقبها عبر بعض الأجهزة الاعلامية تفلح في بث الوعي لدى المستهلكين للماء بمدى أهمية هذه الثروة الغالية ومدى ضرورية حفظها من سلوكيات الهدر والتبذير.
محمد بن صالح القحطاني
الرياض