Sunday 22nd August, 1999 G No. 9824جريدة الجزيرة الأحد 11 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9824


عزت الدوري غادر النمسا ثم الأردن بعجلة خوفاً من القبض عليه
الخناق يزداد حول المسؤولين العراقيين

* عمان - رندا حبيب أ,ف,ب
سيواجه من الان فصاعدا المسؤولون العراقيون الذين يتوجهون للعلاج في الخارج بالعديد من القيود بعد ان احتجت بشدة الولايات المتحدة ومنظمات حقوق الانسان على وجود الرجل الثاني في النظام العراقي عزت ابراهيم الدوري في فيينا بغرض العلاج.
وامام الضجة الكبيرةالتي احدثها وجوده في النمسا، اضطر الدوري نائب رئيس حزب البعث الحاكم ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقية الى اختصار مدة اقامته في العاصمة النمساوية حيث كان يتلقى العلاج.
وينبىء هذا التطور عن قيود سيواجهها من الان فصاعدا كبار المسؤولين العراقيين عند توجههم للعلاج بالدول الغربية،لا سيما ان هذا التطور يتزامن مع تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة والعراق.
واكدت شبكة التلفزيون الامريكية سي،ان,ان ان واشنطن تسعى للحصول من مجلس الامن على قرار بتوجيه تهمة ارتكاب جرائم حرب الى الرئيس العراقي صدام حسين في اطار الجهود الامريكية الرامية الى الاطاحة بالنظام العراقي.
وعاد صباح يوم الخميس الدوري الى بغداد عن طريق عمان التي كان وصلها ليل الاربعاء الخميس.
وصرح مسؤول اردني رفيع المستوى، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة فرانس برس ان الاردن لم يتلق من اية جهة اي طلب رسمي يتعلق بالدوري,وترى الاوساط السياسية في عمان ان المسؤول العراقي لم يمكث سوى بضع ساعات في العاصمة الاردنية لتجنب احراج السلطات الاردنية وللحفاظ على العلاقة المتوازنة مع الاردن التي تكاد تعد المنفذ الوحيد لبغداد المفروض عليها حظر جوي دولي منذ العام 1990.
واكد مصدر دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس انه كان مقررا ان يمكث الدوري مدة اطول بفيينا التي يزورها بانتظام منذ العام 1996 لكنه وجد نفسه مضطرا الى مغادرتها سريعا بعد ان بدا معارضون عراقيون ومنظمات لحقوق الانسان في اتخاذ اجراءات لملاحقته قضائيا.
واضاف المصدر نفسه ان الانذار الكاذب بوجود قنبلة على متن طائرة الخطوط الملكية الاردنية التي اقلت الدوري من فيينا الى عمان كان يهدف الى تأخير مغادرة المسؤول العراقي للنمسا حتى يمكن اصدار مذكرة توقيف ضده.
وتأخرت مغادرة الدوري لفيينا اربع ساعات فقط بعد ان تم تفتيش الطائرة والتأكد من عدم وجود متفجرات على متنها.
وبعد حصوله على تأشيرة دخول للنمسا لمدة شهر، توجه الدوري الى فيينا في السادس من آب/اغسطس الجاري برفقة 12 فردا من عائلته لتلقي العلاج في مستوصف خاص في فيينا.
وادى وجوده في فيينا الى اثارة موجة كبيرة من الاحتجاجات في النمسا خصوصا من جانب حزب الخضر واحزاب اليمين المتطرف (معارضة) بالاضافة الى العراقيين المقيمين بالمنفى ومنظمات حقوق الانسان الدولية، مثل منظمة العفو الدولية.
واتهمت منظمة هيومان رايت ووتش يوم الاربعاء النمسا بغض النظر عن سياسة القتل الجماعي العراقية بتركها المسؤول العراقي يغادر النمسا.
وقبل مغادرة الدوري العراق بقليل طالبت الحكومة الامريكية السلطات النمساوية بعدم تسهيل تحركات الرجل الثاني في النظام العراقي.
واوضح المصدر الدبلوماسي العربي ان الدوري مصاب بلوكيميا الا انه يعالج الان ايضا من متاعب في الامعاء ورأى انه بدءا من الان سيتوجب على المسؤولين العراقيين ان يتوجهوا الى روسيا او الى الصين للعلاج.
ووفقا لمصادر عراقية موثوق بها سبق للدوري منذ العام 1996 ان تلقى العلاج في النمسا ثلاث مرات واقرت السلطات النمساوية بوجوده في مستشفى بفيينا في اب/اغسطس 1997.
وحسب المصادر نفسها، عولج نائب رئيس الوزراء العراقي في النمسا ايضاً خلال العام 1997م.
وجرت العادة على ان يتوجه المسؤولون العراقيون الى الخارج لتلقي العلاج وغالبا ما يكون ذلك في اطار من السرية.
وكان صهر الرئيس العراقي حسين كامل حسن قد عولج من ورم في المخ في شباط/فبراير 1994 قبل ان يواصل علاجه في باريس وفقا لمصادر في المعارضة العراقية, ونفت باريس من جانبها هذا النبأ.
وقد فر حسين كامل حسن الى الاردن في آب/اغسطس 1995 ثم قتل في بغداد في شباط/فبراير 1996، بعد قراره العودة الى بغداد.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved