Sunday 22nd August, 1999 G No. 9824جريدة الجزيرة الأحد 11 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9824


مستعجل
حول الكسوف,.

** يوم الكسوف الماضي,, كان يوماً مشهوداً لن ننساه,.
** هذا اليوم,, كان على العكس مما شاهده الناس من كسوفات سابقة,.
** هذه المرة,, صاحب حالة الكسوف هالة إعلامية كبرى في كل الصحف والمجلات والمحطات التلفازية والإذاعات.
** لقد تحدث رجال الشريعة ورجال الفلك ورجال الطب ورجال الصحة العامة ورجال الأمن ورجال السياسة ومن يعنيهم الأمر ومن لا يعنيهم.
** وكون المتخصصون في هذا المجال,, شريعة,, طب,, فلك يتحدثون في هذا المضمار,, فهذا شيء طيب للغاية,, وتنعكس فائدته على الجميع.
** نحن في السابق,, لم نعتد على اعداد اعلامي بهذا المستوى,, ولا شحن نفسي في هذا المستوى,.
** بعض المحطات التلفازية,, شحنت المشاهد وتحدثت عن اضرار مدمرة لأشعة الشمس فقالت,, لقد عمي في اليابان ألفان,, وفي كوريا كذا,, وفي الصين كذا,, وفي المانيا كذا,, بفعل أشعة شمس كاسفة,.
** وحذرت الناس من أشعة الشمس ومن النظر اليها,, ومن انعكاساتها في المرايا والزجاج والسيارات ومن اشعتها في النوافذ,, ومن الخروج في الشمس وقت الكسوف على الاطلاق,, وعددت عشرات المحاذير حتى اصيب الناس بخوف وذعر شديدين من اشعة الشمس,, وقرر بعضهم لزوم غرفة مظلمة محكمة النوافذ لا علاقة لها بالشمس على الاطلاق.
** وبالفعل,, دخل البعض منذ الساعة الواحدة حتى الساعة الخامسة في هذه الغرفة المحكمة الاغلاق وسددوا النوافذ بالبطانيات واحكموا غلق الأبواب حتى لا يروا الشمس على الاطلاق الا بعد الساعة الخامسة,, حيث لا كسوف ولا اشعة شمس كاسفة.
** هناك من كان أخف من ذلك,, فقد لزم منزله وتحرك بهدوء في ثنايا البيت دون ان يلتفت للنوافذ وما تمرر من شمس, لكنه لا يراها ولا يلتفت اليها خوفاً على بصره,.
** أما الخروج من المنزل في هذا الوقت او الخروج من داخل المنزل فمستحيل على الاطلاق,.
** وهناك من استعد لها على طريقته,, فاشترى نظارة شمسية سميكة حتى نفذت النظارات الشمسية ذلك اليوم من الاسواق والبقالات حتى ان النظارات في محلات كل شيء بريالين تحولت من ريالين الى خمسين ريالاً يوم الكسوف,, بحيث أصبح كل البشر ذلك اليوم لابسي نظارات شمسية,.
** صلاة العصر ذلك اليوم,, نوشك ان نقول لم يحضر احد في بعض المساجد,, حيث ان العدد هزيل للغاية,, وكله خوف من اشعة الشمس المهلكة,,!.
** وفي مدينة كمدينة القاهرة يقطنها في النهار عشرون مليون شخص,, كانت شوارعها ذلك اليوم خالية,, ولك ان تصدق حيث يقول الاعلام المصري,, بوسعك ان تقطع القاهرة شرقاً وغرباً,, او شمالاً وجنوباً خلال عشر دقائق,, بدلاً من عشر ساعات وقت الذروة.
** الاعلام بالفعل,,شحن الناس شحناً نفسياً,, وجعلهم يرتعدون,.
** ولعل اسوأ ما قيل على السن المنظرين في المحطات الفضائية ما قاله احد الجهلاء البسطاء او ربما الخبثاء,, من ان شرعية صلاة الكسوف,, إنما لكي يلتهي الناس عن النظر الى الشمس فتضر عيونهم,, هكذا تصور هذا المسكين لصلاة الكسوف,.
** أما أحسن ما قيل في نظري فهو ما قاله العلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين عندما قال,, أرى الا يبالغ الناس بالكسوف قبل حلوله,, وعدد فضيلته مزايا هذا الرأي,, وهو رأي رائع جداً.
** كما نشكر فقهاءنا الذين ظهروا في التلفاز والاذاعة والصحافة وتحدثوا عن الكسوف بكل وضوح,, وسلطوا الضوء عليه من الناحية الشرعية.
** كما نشكر الأطباء ايضاً,, الذين تحدثوا بواقعية,, بعيداً عن المبالغات.
عبد الرحمن بن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved