Sunday 22nd August, 1999 G No. 9824جريدة الجزيرة الأحد 11 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9824


رأى الجزيرة
العقلية الإسرائيلية,, والعودة للمربع الأول

والعالم يسترجع ذكرى مرور ثلاثين عاماً على حرق المسجد الأقصى على ايدي العصابات الصهيونية، تبدو فضاءات واقع اليوم قاتمة كما الامس.
لم يكن المستهدف يومذاك المسجد الاقصى بناءً وكياناً فحسب، بل كان الوجود الاسلامي,, والعقيدة الإسلامية,, والهوية الاسلامية,, هي الهدف والمبتغى.
دارت عجلة السنوات، وتنادت الاطراف أن حان وقت السلام، وظن العالم - لبرهة - ان الساحة على موعد مع انفراج شامل,, يعيد القدس عربيةً اسلاميةً مثلما كانت طوال عهدها، ويعيد الحقوق المسلوبة للفلسطينيين والعرب في أراضيهم وإدارة شؤونهم دونما وصاية او مصادرة لارادتهم.
لكن حسن الظن لم يكتب له ان ينمو والممارسات الاسرائيلية لم تشأ لكل بصيص ضوء الا ان يخبو,, وعاد الخطاب الاسرائيلي للعبة التلوّن والمراوغة المعهودة فيه.
بين حرق المسجد الاقصى ويومنا الراهن ثلاثون عاماً,, كل ما تحقق خلالها يبدو وكأنه يجرُّنا - تارة أخرى - للمربع الأول.
ظل محور الصراع العربي/ الاسرائيلي طوال تأججه يدور حول الاراضي والحقوق العربية المغتصبة، وحول القدس كمدينة اسلامية عربية لا بد ان ترفع عنها اليد الغاشمة لاسرائيل والصهيونية العالمية,, وعلى الرغم من تغير الحكومات الاسرائيلية وتوالي السلطة بين الليكود والعمل وحلفاء كل منهما,, ظل الخطاب الاسرائيلي يواصل نهجه العتيد تملّصاً من كل التزام، ومماطلة في كل وعد، وتسويفاً في كل قرار.
ها هي الجهود تدور شرقاً وغرباً لاحتواء الهوة بين الفلسطينيين واسرائيل، وها هو باراك الذي كان بالأمس في مقاعد المعارضة ينادي بتنفيذ الاتفاقيات المبرمة,, ها هو اليوم يمارس لعبة أسلافه ويناقض قوله بفعله، ويتبنى شعاراً ويطبق نقيضه.
ثلاثون عاماً وحقائق الواقع تبدو وكأنها تعيدنا للمربع الأول.
كلينتون يسعى لاقناع باراك كي تتواصل عملية السلام دونما تأخير، وعرفات يذرع مطارات العالم بحثاً عن منافذ ضغط على القرار الاسرائيلي لتنفيذ استحقاقات السلام، وباراك يبتلع وعود الأمس ويعود الى المطالبة بالتفاوض على ما تم الاتفاق عليه من قبل.
ليست المشكلة في استحقاقات ترتبت على (واي ريفر) او (واي بلانتيشن),, وليست المشكلة في الليكود او العمل او نتنياهو او باراك ,, إنها العقلية الاسرائيلية التي تآمرت منذ ثلاثين عاماً لحرق الأقصى,, هي نفسها العقلية التي لا تكلّ اليوم من السعي لحرق كل أوراق السلام المتاحة,.
هي هي أسُّ المشكلة,, وذلك هو رأس الحيّة!.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved