Sunday 22nd August, 1999 G No. 9824جريدة الجزيرة الأحد 11 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9824


سينوغرافيا المسرح :الستار
د,كمال عيد

تتعدد الستائر في المسرح، تماما كما تتنوع وظائفها ومهماتها, ويحاول هذا المقال القاء ضوء المعرفة على انواع الستائر واستعمالاتها امام المخرجين والفنيين.
ستار المقدمة
هو الستار الفاصل بين صالة الجمهور وخشبة المسرح والذي يرتفع في البداية عند بدء فن التمثيل ويسدل عند انتهاء فصل من فصول المسرحية او في ختام العرض المسرحي, ولهذا الستار عدة وظائف نلخصها فيما يلي:
فالمقصود بحالة ستار المقدمة، هي حالة تغطية خشبة المسرح بكل ماعليها من مناظر وديكورات واكسسوارات عن اعين الجماهير، وبذلك يفصل الستار تماما بين المكانين (الصالة وخشبة المسرح).
وكثيراً، ما يلغي المخرجون المعاصرون هذا الستار, وتدخل الجماهير لترى كل شيء على الخشبة، ولكن في اضاءة باهتة, ولا تصلح الطريقة هذه الا لدرامات نفسية معينة، يقصد بها القذف بالجماهير نفسيا او عاطفيا الى بؤرة الاحداث مقدما قبل بدء العرض المسرحي.
وتاريخيا,, فقد بدأ استعمال ستار المقدمة بدءاً من القرن 18 ميلادي, كان الاستعمال على اشد انتشاره في المسارح الاوروبية وفي صورة اسطاطيقية جميلة, اما منذ القديم فقد كان استعماله يجري بصورة بدائية اذ لم يزد الستار عن قطعة من القماش العادي في روما القديمة ربطت بحبال تدلى من أعلا, وقد ظهرت قطعة القماش هذه مجعدة (مكرمشة) عند أقدام الممثلين, ثم رفعت القماشة الى الاعلا بعد انتهاء التمثيل, وكان الستار على صورته هذه ستارا (مجازيا) ان سمح التعبير.
وفي عصر القرون الوسطى استعمل ستار المقدمة بصورة متقطعة في غير تقليدية او استمرارية واحيانا كان يغطي جزءاً او بعضا من اجزاء خشبة المسرح, وحتى بعد عصر النهضة ابان خشبات المسارح المسقوفة والمعمار المسرحي المغلق، فان مسرحيات شكسبير في انجلترا ومسرحيات الاسبانيين لوب دي فيجا وكالدرون دي لاباركا في اسبانيا لم تعرف - وبالتالي لم تستعمل- هذا النوع من ستار المقدمة.
الا انه من الملاحظ ان المسرح الايطالي في القرن 17 ميلادي قد استعمل ستارا للمقدمة في عروض الاوبرات الايطالية، حتى اتى القرنان 18 ، 19 ميلادي في بدايته بثلاثة اشكال لهذا الستار.
أ-الشكل الاول.
ستارة ترتفع في بداية العرض المسرحي الى الاعلا, لكن في غير طريق رأسي, بل تنفرج الى الاعلا ومن وسط الجانبين في وقت واحد, وقد عرفت باسم ستار الجناحين WINGS CURTAIN على اعتبار ان جانبيها او جناحيها الايمن والايسر يرتفعان الى الاعلا في وقت واحد مع الجزء الاوسط الصاعد هو الآخر الى اعلا وقت رفع الستار.
وقد استعمل ريتشارد فاجنر R. WAGENR هذا الستار في مسرحه بمدينة بيرويت في المانيا BAYREUT، وبعدها عرف الستار باسم ستار بيرويت.
ب- الشكل الثاني
ستار حديدي من الحديد او من الصاج السميك, يحتل مكانه على خشبة المسرح امام ستار المقدمة القماش وبعرض المسرح, وقد بدأ استعمال هذا الستار الحديدي منذ عام 1882م واصبح تقليدا اساسيا هاما في المسارح الاوروبية الحديثة احترازا من الحرائق, ومنذ ستينيات القرن 19 ميلادي تظهر موضة ستار الاعلان والدعاية PUBLICITY، واستُغل الستار للدعايات العديدة لعروض مسرحية قادمة، ثم استقر على الاعلان التجاري بعد ذلك.
ج_الشكل الثالث
ستار التُل، وهو ستار مصنوع من قماش التل الخفيف الشفاف الذي يكشف عن كل ماخلفه من مناظر وديكورات وشخوص, واستعمل هذا الستار ايضاً كخلفية في العروض العصرية، واحياناً أخرى لعكس بعض الصور او الشرائط السينمائية عليه.
ستائر داخل خشبة المسرح
يتعامل المسرح مع انواع عديدة اخرى من الستائر.
فهناك الستارة الثانية المسماة (سوكندو) THE SECOND، وهي ستارة تلي ستار المقدمة مباشرة وتستعمل في تغيير المناظر خلفها عند اسدالها, كما تجرى امامها بعض مشاهد التمثيل ريثما يتم اعداد المنظر التالي من خلفها, وهناك شبه الستار الذي ينزل في اماكن كثيرة وفي حيز زمني قصير جدا ليغطي جزءاً من المنظر حيث تجري امامه بعض المشاهد التي لاتتطلب مساحة كبيرة من خشبة المسرح كشك او كابينة للتليفون او زنزانة سجن .
لكنه من المهم القول بان ستار المقدمة يلعب دورا دراماتورجيا في العرض المسرحي خلال مسيرة الدراما, فهو لايحجب المناظر او الديكورات فحسب، بل انه يوسع من الزمن المسرحي كذلك، اي يوهم بمرور الوقت في حالة التعبير عن الانتقال من زمن الى زمن آخر, كما ان التحكم في آلية هذا الستار- سواء في الانفراج او الختام- بالسرعة او البطء يضيف بعداً درامياً وسيكولوجيا لاحداث العرض المسرحي.
الستارة نصف الدائرية
HALF CIRCLE CURTAIN وهو ستار يتخذ مكانه في آخر خلفية خشبة المسرح على شكل نصف دائرة كاملة، يغطى حتى سقف المسرح كل الخشبة من نهاية الخلف والجانبين حتى المستويات الامامية يمينا ويسارا, وقد صمم هذا النوع من الستائر لكي يتيح لخشبة المسرح فراغا نهائيا افقيا (من الافق) HORIZON, فاللون الازرق من هذه الستائر يضفي على المسرح بعدا افقيا لانهائيا لسماء ممتدة الى الافق البعيد, ومع ان ميكانيكية المسرح الحديث تستعمل عدة استار نصف دائرية وبألوان مختلفة حسبما يقتضي حال الاحداث المسرحية ومتطلباتها، الا ان اللون الاسود عادة مايكون هو الغالب في الاستعمال وبخاصة في التراجيديات التي تحتاج الى الايحاء بالجو والالوان الداكنة من حول الشخصيات التراجيدية, وهذا الستار هو المعروف اليوم في اللغة المسرحية باسم السيكلوراما CYCLORAMA والتي يصفها قاموس المورد بانها ستارة منحنية ، او جدار منحن، تتخد خلفية لمسرح معد لكي يوحي للنظارة بامتداد مكاني لاحد له (1)
(1)منير البعلبكي- المورد- قاموس انكليزي - عربي دار العلم للملايين- بيروت 1985 ص ص 243-244.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved