لكل وقت يمر من الزمان له عاداته وتقاليده، ولكن لعلنا نقف ولو للحظات على ابرز تلك العادات التي تغير مفهومها في وقتنا الحاضر، وبما اننا نعيش هذه الايام عودة الاسر الى منازلهم بعد ان تمتعوا بأجمل الاوقات في إجازة سعيدة قضوها سواء في داخل المملكة او خارجها وعموما يرجع ذلك الى الارتياح النفسي للمنطقة السياحية المقصودة,, لقد كان المفهوم السائد في السابق حول ما يسمى بالإجازة هو الاستمتاع والترويح عن النفس، اما الآن فقد اصبحت حديثا للمجالس عند النساء - كما هي عادتهن - وعند بعض الرجال وللاسف، فكثيرا ما نسمع ان آل فلان سافروا الى تلك المنطقة ولمدة شهر ولكن المهم هنا ان تكلفة تلك السفرة كانت مبلغا وقدره,,؟! والذي ضحى ربما بسيارته واستلف من هذا وذلك علما أنه طوال عام كامل وقد يزيد سيسدد الاقساط وتلك ضريبة لتلك السعادة الوهمية التي قلبت موازينه فلا نوم في الليل ولا راحة وقلق في النهار لانه كلف نفسه فوق ما يستطيع,, كل هذا من اجل المظاهر الخادعة وليحقق بزعمه الوجاهة الاجتماعية عند من حوله ومن يحيط به من بعض الاشخاص الباحثين وراء تلك المظاهر وكما قال احد الشعراء:
تغرب عن الاوطان لطلب العلا وسافر ففي الاسفار خمس فوائد |
لكنها اصبحت عند صاحبنا خمس مصائب وليست فوائد، وإنك لتجد في صالات الرحلات الخارجية من اوقع نفسه في تلك الدوامة التي ليس لها نهاية، ولو انه اعد العدة وفقا للامكانيات الموجودة لديه لكانت رحلته موفقة بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.
والغريب في الامر اننا نحن من يقوم بهذا التغيير دون ان نعي مدى المصلحة والفائدة التي ستتحقق من ذلك بيد اننا لو توقفنا عند تلك الظواهر السلبية - وقد نعتبرها كذلك - والتي تمر بنا في حياتنا اليومية لاكتشفنا انها تقاس على العديد من مثيلاتها، ولكن لا نستطيع من باب العدل والانصاف ان نعمم الحكم على الجميع لاننا نرى ونشاهد ممن اعطاه الله البصيرة للتفكير والتدبير وبالتالي الوقوف بقوة واصرار امام تلك المفاهيم المتغيرة ونأمل ان يعي بنو البشر ذلك حتى لايقول بعد فوات الاوان (يا ليت اللي صار ما كان).
عبيد عبدالرحمن العتيبي
الرياض