لا,, جادك الغثُّ ,, سيدي!! |
,, جادك الغثُّ إذا المجلات همت
يا زمان النبطي ,, يا زمني
لو سُمِح لي باستخدام الخيال العلمي في الوسط الشعبي,, لتخيلت صدور مجلتين شعبيتين في كل ثانية,, فلكل عين من عيني القارىء مجلة,, ولكن الخيال العلمي لا يصلح في الوسط غير العلمي.
سيدي القارىء: إذا خيّرت بين أن تعبر البحر (الأحمر من الدم) أو البحر الأبيض (المتوسط من الشر) فأيهما تعبر؟,, وذلك هو الوجه الآخر لعنوان هذه المقالة.
هذا الخيار أعتقد أنك تعايشه الآن من خلال اطلاعك على العديد من المجلات التي تهتم بالشعر الشعبي,, وأعتقد بالمقابل أن مرورك بالعديد من منابر الأضواء (من المجلات والصفحات الشعبية) التي تبرز كل أسلحتها لجذبك أنه يجبرك بل يوجب عليك شحذ أدواتك الإبداعية لتكون قادراً على تعامل مختلف في وسط يختلف ويتجدد بسرعة.
ومهما يكن - سيدي القارىء - إذا رأيت اللون الأحمر فاعلم أنه علامة على نزفٍ ما,, أو أنه علامة على التوقف عن الدوران,, دوران الأشياء والأفكار والعجلات,, بما في ذلك عجلة الخيال.
فاللون الأحمر لون الدم,, لون العين الغاضبة,, لون الإشارة الضوئية المرورية,, وكل خطأ أو خطر لابد أن يكون اللون الأحمر مداد وسيلته التنبيهية.
وهناك - سيدي القارىء - بحرٌ زاخر من المجلات,, تتلاطم أمواج صفحاته,, قد تلوّن ماؤه بدم قتلاه الذين عبروه لاستخراج الدرر واللآلي,, ولكنه أخرجهم جثثاً هامدة بعد أن مصّ دماءهم.
وهناك أيضاً بحر من البياض,, ولكن المشكلة تكمن في أن هذا البحر (متوسط من الشر),, فطالب البياض قد لا يسلم من العطب.
والحالة تلك - سيدي القارىء - قد تجد نفسك في حالةٍ تدعو للحيرة,, والتوقف,, وربما الرجوع وعدم الإقدام.
وعوداً على بدء,, من أين لك - سيدي القارىء - بعصا موسى لكي تعبر وأنت آمن خلال مرورك بأحد هذه البحور العطشى لنطفة الري الكامنة بشخصك.
وإن كنت أعتقد جازماً بأن عصا موسى لديك,, ما هي إلا نظرتك الفاحصة والثاقبة لاختيار مواد المحرر الناجح,, المحمول دائما على النجاح,, نظراً لمكوناته الشخصية والأدبية والعلمية,, الذي قد تكوّن لديه من النظر الثاقب ما يجعله يستشف ملامح المستقبل فيقرر على ضوئه أهداف الحاضر ووسائله وثوابته.
والمؤكد - عزيزي القارىء - أننا جميعا بحاجة ماسة لحيز إعلامي نقي مهما كان حجمه وقوة أضوائه,, وذلك ليحضر مفقودا,, أو يلغي غثاًّ موجوداً,, أو يأتي بجديد محمود.
وأخيراً: لا أعتقد - سيدي القارىء - بأنك سوف تعبر البحر (الأسود من المؤامرات والدسائس),, إلا إذا كنت (أحول) التفكير.
و,, جادك الغيث إذا الغيث همى
يا زمان الوصل في الأندلس
كما قال شاعر الفردوس المفقود,.
نيف الذكري
|
|
|