Sunday 15th August, 1999 G No. 9817جريدة الجزيرة الأحد 4 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9817


كبسولات
غائبون!
عبدالله العتيبي

كلما دنا الموعد المفترض للدورات العربية، والمناسبات الرياضية العربية المتفرقة,, تنامى الهم وحشرج في الصدور، وتضخمت كرة الثلج المتدحرجة,, لبرود العلاقات المتبادلة بين الاطراف العربية، وللفجوات الطارئة التي لا تتوقف من وقت لآخر بفعل مصائب الامة وبعض تناقضات العمل السياسي واثاره المحيطة، وتبعات تلك الآثار كعوامل تعرية تفتت صلابة التماسك والتلاحم والتآخي لتحد من فرص العمل من اجل ما يبرهن التماسك والتلاحم والتآخي,, لكن اسبابنا المصيرية تتدخل برحمة الله عند منعطف في طريق النكبات العربية الطويلة لتهيىء ما يرأب الصدع، ويلئم الجراح من جديد قبل ان تجتاحنا في وقت لاحق موجات تعرية اخرى.
مصيرنا واحد,, ولا مندوحة من الوفاء بالشرط الذي يجمع هذه الامة ويوحد صفها,, لذلك لابد من أوان يؤوب فيه من في الشتات ليلتئم الشمل,, وهذه صورة عربية تتبلور بالزي الرياضي اعتباراً من اربعاء هذا الاسبوع في مدينة اربد على بعد مائة كيلو متر شمال العاصمة الاردنية عمان ,, وهي المرة الاولى التي يحتشد فيها هذا القدر من الرياضيين العرب في تاريخ الدورات الرياضية العربية، والمرة الاولى التي يشترك فيها هذا العدد من الدول العربية,, فلقد بلغ العشرين هذه المرة!,, وهذا مؤشر مفرح للغاية,, ففي الوقت الذي يبدو فيه ما يثبط الهمم دون انعقاد اللقاءات، ويعوق لقاءات القمة,, تأتي هذه المداخلة الشبابية الرياضية على مستوى القمة الرياضية لتقول شيئاً معبراً للواقع المزري كي يتفهمه، ويدرك معانيه، ويتحسس من خلاله جذوة المشاعر الحقيقية التي رانت عليها اغطية اليوميات المؤلمة على صعيد العلاقات الاخرى!
من يجرؤ بعد هذا ان يظن ان حركة الاقدام العربية تسير باتجاه مضاد لسير مؤشرات ساعة المصير العربي؟!,, ما اجتمع في اي دورة سابقة مثل هذا العدد من الدول العربية ولا مثل هذا العدد من الرياضيين العرب!,, مع اننا الآن على بعد اكثر من 43 عاماً من انطلاق الدورات الرياضية العربية!!
حتى وقت قريب كنا نتوقع ان ما يجري لهذه الدورة على وجه الخصوص هو استثناء بلا نظير بين جميع النشاطات الرياضية الكائنة في ارجاء هذا الكوكب الارضي السابح في فضاء الرحمن منذ الخليقة,, يحدث فقط لها لوحدها ان تقام بفارق سنة عن مناسبتها السابقة، وبفارق سنتين، وبفارق اربع، وتسع، وتسع عشرة!!,, ومع ذلك تستمر، وتفاجىء العرب انفسهم بأنها من الممكن رغم جراح كل تلك السنين المثخنة بالآلام والآمال والاحلام والانكسارات، والخيبات يمكن ان تقام في ابهى ما يمكن لها ان تقام فيه من البهاء!,, فهاهي رغم خيبات ما مضى تقام للمرة التاسعة بعد عامين فقط من دورتها الثامنة، وبرقم قياسي من الالعاب الرياضية اكبر قدر ممكن من فرص اللقاء ، وبمشاركة ستة آلاف وثلاثمائة شخص من عشرين دولة,, لتقول شيئاً مفرحاً للجميع,, ان الموعد الآتي اجمل ، وابهى، واكمل كلما جاء الموعد الجديد اقل جمالاً وبهاءً وكمالا,, ولنقارن بين واقع دوراتها الثماني الماضية ودورتها الراهنة,.
دعونا نتفاءل بمستقبل اكثر اشراقاً,, وليستحثنا النقص على العمل نحو الكمال بتصحيح احوالنا وتقويمها,, ولنجعل مما وجدناه من نقص حين انطلقت دورتنا الجديدة حافزاً لبذل الجهد نحو التكامل والكمال واصلاح الحال,, ولنحسن التساؤل صادقين عن اسباب الغياب لئلا نخسر,, فلقد غاب عن انظارنا ايها الاشقاء يوم افتتحت دورتنا الجديدة هذا الاربعاء ثلاثة: الكويت، جزر القمر، وقرص الشمس!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved