عزيزتي الجزيرة
تحدثت صديقة الروح الدكتورة/ هناء المطلق في أمان الخائفين عن خوف الاطفال وكارثة التحرش الجنسي التي يتعرضون لها سواء في المنزل او في الشارع اوفي المدرسة، ووضعت خطوات جميلة لاكتشاف اسباب خوف الاطفال وعدم افصاحهم عن هذه الاسباب وضربت أمثلة واقعية مع أمهات مدركات استطعن بوعيهن الكافي تدارك التغيرات التي تطرأ على اطفالهن فجأة ومعالجتها,, ولكن يبقى سؤال ملح يفرض نفسه كثيراً على مسامع الدكتورة/ هناء,, من للاطفال الذين يعانون من اهمال الامهات او لديهم امهات غير متعلمات او مثقفات كيف يستطعن معرفة ما اذا اطفالهن يتعرضون لتحرش جنسي ام لا؟,, وكيف نحمي ابناءنا من هذه التحرشات وهل المراقبة وحدها كافية؟!.
لقد فتحت لنا الدكتورة/ هناء آفاقا كثيرة وتصورت ان أي انسان لديه عاطفة قوية تجاه الاطفال ومبادىء يؤمن بها يتصور ان هذه المشكلة تخصه شخصياً وتحدث في اسرته ويساهم بقلبه في وضع الحلول,, واجزم ان الام دائماً هي محور الارتكاز وعليها تقع مسئولية هذه الرقابة لان الاب لا تخطر بباله هذه المتاهات ولايعيرها شيئا من الاهتمام,, ولكن اذا الام قامت بالرقابة في بيتها فهل تستطيع المتابعة في المدرسة او الشارع؟ اذن لعل المثلث ينقصه احد اضلاعه الهامة وهو تفهم الاب لدوره الاساسي ومساعدة الام في مهمتها حتى يضمنا سلامة اطفالهما من الترسبات والمتاعب النفسية التي تسببها مشاكل الطفولة والتي بلاشك نستطيع تفاديها بعين الرعاية وشيء من الاهتمام والرقابة والتوجيه,.
قد يتصور الكثير ان مثل هذه المشاكل لابد ان ينساها الطفل حينما يكبر بحكم سنه,, ولكنها تمثل بقعة الزيت التي تزداد سوادا وتتسع رقعتها مع الوقت وتفوح رائحتها النتنة مع الزمن ويصعب تنظيفها بعد فوات الأوان.
اذن مازلت ومنذ سنين اطالب الدكتورة هناء بحماية اطفالنا من هذه المشاكل بعلمها,, لابد لها من ان تصرخ بعمق في مسامع اولياء الامور وتخلق في قلوبهم الرعب تجاه المخاطر التي قد تواجه اطفالهم,, فالرعب لديهم في هذا الاتجاه لابد ان يخلق الاهتمام والحماية.
انني اتوسل لكل الامهات والآباء ان يحافظوا على براءة الطفولة في حمايتها من الرواسب التي تسببها التحرشات.
ثم نأتي الى بؤرة الالم,, وموقع المعاناة من الاعراب ,, لابد لنا من توجيهات الدكتورة/هناء في كيفية التعامل مع بناتنا المراهقات وهي بلاشك تدرك جيداً في اي مزاجية تتعامل البنات بهذه السن وعلى اي درجة من الاعتداد بالنفس والقناعة بالافكار النابعة من الذات رغم عدم مطابقتها مع الواقع,, اعتقد بل اجزم والرأي للدكتورة/ هناء: بان هذه المشكلة اعمق بكثير من مشكلة الاطفال,, لان هذا العمر الزمني والعقلي يرفض الرقابة ويعتبرها هضما للحقوق والغاء للشخصية لذا جاءت المشكلة اشد وطأة واعظم قيلاً.
نداء
الى اولئك الذين يعبرون عن كبتهم الجنسي عن طريق الاطفال اقول لهم:
ماهو ذنب هؤلاء الابرياء,, وهل تقبلون مثل هذه الفعلة الشنيعة لابنائكم او اخوانكم؟, ولماذا لاتوجهون غرائزكم التوجيه الشرعي السليم,, ألاتخافون من يوم يجعل الولدان شيباً؟!! الى كل هؤلاء اقول لهم: اتقوا الله قبل ان يجعل عاليها سافلها ويمطر عليكم حجارة من سجيل.
والله اسأل ان يهدي الجميع الى كل مايحبه ويرضاه.
فوزية بنت ناصر النعيم
القصيم- عنيزة