عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
اطلعت على ماكتبته الأستاذة فاطمة العتيبي في زاويتها (نهارات أخرى) وذلك في عدد (الجزيرة) رقم 9816 الصادر يوم السبت 3 جمادى الاولى 1420ه.
وقد ذكرت الاخت في زاويتها التي جاءت بعنوان ذوو الدم الحار ان الكثيرين (,, لا يحبذون التداوي من العصبية والنرفزة والانفعال السريع بل هم يفسرونه انه تأثير طبيعي لهذه الصحراء الساخنة التي تهطل عليهم قيظاً,,).
والحقيقة ان النرفزة والعصبية والانفعال السريع من علامات عدم النضج العاطفي والنفسي للفرد، بل انها علامات على الانهزام الداخلي والإحساس بعدم القدرة على مجاراة الآخرين، وأستشهد هنا بالحوارات التي قد تدور بين بعض الخصوم خصوصاً في القنوات الفضائية اذ لم نر - قط - محاورا متمكناً من أدواته يلجأ للانفعال او النرفزة,, ولم نشاهد منفعلاً استطاع خدمة قضيته او كسب تعاطف المتابعين,.
واضافة لما سبق فإن المتنرفز يصاب بالتشويش نتيجة إهدار طاقاته الذهنية بعيدا عن الموضوعية، وبالتالي يفقد القدرة على التركيز,, كما يجعل جسده نهباً للسلبيات الصحية المصاحبة للانفعال، وهي سلبيات مؤذية وتترك آثارهاعلى ضغط الدم والقلب والبنكرياس اضافة للجهاز العصبي,إن المسألة ليست (دم حار) أو (دم بارد),, لكنها مسألة (شخصية قوية) و(شخصية ضعيفة)، فليس القوي بالصرعة، لكن القوي من يملك نفسه ساعة الغضب كما قال رسولنا الكريم، ولو علم كل (منفعل) و(متنرفز) مقدار ما يخسره من هذا السلوك لحسد اولئك القادرين على كبح انفعالاتهم، ولبادر بالاقتداء بهم، ولندم علىما جره على نفسه من كراهية الناس وتحاشيهم له اتقاءً لشره.
سعود بن مناحي
الرياض