عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيباً على زاوية المعنى تحت عنوان سلوكيات متخبطة للكاتب بدر آل سعود اقول: ما اكثر هذه المناظر المؤسفة في كل طريق او مضيق، وفي كل واد بنو سعد!! التفت جانبا لترى العديد من الشوارع تغص بالفضلات والاوساخ، لكثرة ما يلقيه فيها المارة بل القاطنة من نفايات وقمائم! او انظر الى المرافق العامة المستباحة المشوهة، عبث بالحدائق والازهار، تحطيم لأنوار الشوارع، تمزيق لمقاعد تلك المرافق، او اعدام لأثاثها! أليس عيبا ان تلقى العلب الفارغة وأعقاب السجائر في تلك الاماكن؟!أليس عاراً ان يُعتدى على الحق العام المشروع للجميع! الآداب العامة هي روح الاخلاق والسلوك الانساني، بل انها المظهر العملي والمحك الصحيح للحكم على اصالته فيهما,, ديننا دين النظافة والطهارة، امتنا هي امة الذوق والآداب وحاشاها ان تكون غير ذلك! فلماذا حركاتنا وسكناتنا تكذب مبادئنا وتجافي اخلاقنا؟! العبرة بالعمل لا بالقول، وبالتطبيق لا بالشعارات, كثيرا ما نقرأ -النظافة من الايمان - التعاون اساس النجاح التدخين ممنوع ولكن البعض لا يحلو له التدخين الا تحت هذه اللافتة! وكأنه يجد لذة في المخالفة؟!
الذوب والآداب العامة لا تتأصل في النفوس باللافتات، ولا بالنصائح ولا بالوعظ والارشاد، وانما بالضمير الحي الذي يمكن في ادراك الفرد والاسرة والمجتمع.
الضمير الذي يولد مع الانسان بذرة ويربى بالفضيلة، ويهذب بالمعرفة، ويرعى بالاخلاق والتربية، والقدوة الحسنة داخل الاسرة, الضمير الذي يصدر حكمه بحسب المعرفة والوعي والتربية التي توصل اليها صاحبه في مجتمعه، فان احس ذلك الفرد بوخز الضمير وتأنيبه امتنع عن فعلته السيئة، وان كان ضميرا غافيا يغط في سبات عميق فلن يمنعه الا الاجراء الصارم، والعقاب الرادع الذي يحيى ضميره او على الاقل يكف شره عن غيره، ومن امن العقاب اساء الادب .
فهد بن علي الغانم
الرياض