Sunday 15th August, 1999 G No. 9817جريدة الجزيرة الأحد 4 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9817


بدون ضجيج
فولكلور الحمام
جار الله الحميد

منذ سنوات يقام في مدينة (حائل) نشاط اجتماعي و(فولكلوري) جميل بغض النظر عن هدفه الاساسي وهو ممارسة تجارة صغيرة, هذا النشاط هو (سوق الجمعة) الذي ينعقد في السابعة صباح كل جمعة حتى الحادية عشرة موعد اذان الجمعة, وهو في الأساس مخصص للبيع والشراء وحتى ل(عرض) الأنواع المختلفة من طائر الحمام الجميل الذي يتمتع دون غيره بحظوة لدى الشباب وتبهرك بعض انواعه عندما يقوم البائع (المدرب) باطلاقها للفضاء بأدائها للطيران بشكل جمالي يشد انظار مرتادي السوق وبالذات الفتيان الذين يشكلون القاعدة الرئيسية لهذه التجارة, اذ إنهم متمرسون في معرفة انواع الحمام وفصائله وأعراقه ومميزاته, وككل نشاط انساني قامت الى جوار اقفاص الحمام الضخمة (تجارات) صغيرة فازداد عدد كراتين (الأرانب) التي لا يفضل اهل المنطقة اكلها, وشيئا فشيئاً وفد للسوق بائعو البط والديكة الرومية, فاصبح السوق مجالا للنزهة وقضاء الوقت في الفرجة خاصة بعد ان وفد اليه مؤخراً باعة طيور (الزينة) الملونة والرخيصة,, وحتى حيوانات كالقرود!.
وكلما نما السوق نمت التجارات الصغيرة بدورها.
فلم يمض زمن طويل حتى اصطفت النساء ببضاعتهن من (النعناع) المجفف الذي تشتهر به المنطقة و(الفلفل الأحمر المسحوق) وبعض نباتات البراري ك(الشيح) الذي يعتقد البعض انه شفاء للسكر والكلى.
وبما ان المكان الذي يشغله هذا السوق الجميل هو جزء من حظائر بيع الماشية فانني اظن انه يضر بصحة الطيور والناس بسبب روائح الروث والتبن (أعزكم الله) والغبار الممتلىء بمخلفات الماشية وهو الذي يفسد جو الألفة في هذا السوق, ومن اطرف الاشياء التي رأيتها كأحد المداومين على حضور هذا السوق هو ان كل تجارة تنتج معها (تجارتها الموازية) فهناك اطفال (حسبوها بمخ نظيف): فأنت عندما تشتري الطيور او الأرانب تحتاج الى شيء تحملها فيه وبعد ان كان الحصول على كرتون يتم عن طريق الهبة او (الفزعة) صار هؤلاء الاطفال يجمعون طوال الاسبوع الكراتين الفارغة ويصفونها بجوار تجار الطيور: الكرتون بريال! ولم يعد هناك من يفزع بكرتون! سوى الريال الذي تدفعه بطيب خاطر واعجاب لهؤلاء الاطفال.
ويبقى ان اشير في الختام الى انه (وبما ان السوق فر ض وجوده) يجب ان تلتفت اليه البلدية فترصفه وتضع حاجزاً بينه وبين الحظائر الأخرى ليتجنب الناس الاصابة بأمراض التنفس وغيرها من تلك التي تسببها روائح الماشية وغبار العلف كما انه يوجد في السوق (بوفيه) في اقصى درجات الرداءة يعمل فيه عمال لا اظن انهم يحملون تصريحا لبيع الأطعمة, كما ان مظهره الخارجي يدل على عدم اهتمام من اصحابه بالناس وصحتهم, والافضل عدم وجود بوفيه من اصله وسط بيئة تشجع على نقل امراض خطيرة لا قدر الله, ومن المؤكد ان البلدية لن تغفل هذه الملاحظات كما عودتنا في مبادراتها الجميلة.
نعم!.
ان زيارة سوق الجمعة هي اساس لاستمراريته بهذا الشكل البهيج.
فلنزر هذا السوق لنتذكر ايام (تطيير) الحمام في طفولتنا ونلمس هذه الطفولة في الأعين البريئة لباعة الكراتين! ونتعلم كيف نخاطب الببغاوات وعصافير الحب! فكروا بهذا!.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved