* الدوحة ق, ن, أ
ارتفعت أسعار البترول بشكل قوي يوم الجمعة متخطية بذلك كل التوقعات حيث قفز نفط خام (برنت) من بحر الشمال السبت الماضي الى 21 دولارا للبرميل وذلك للمرة الأولى منذ أواخر عام 1997م بسبب أنباء عن عرقلة في الامدادات من نيجيريا وهبوط المخزونات البترولية في الولايات المتحدة واستمرار منتجات اوبك في التقيد بالتخفيضات الانتاجية التي تقررت في مؤتمر آذار/ مارس الماضي واواخر مارس من العام الماضي.
ورغم هذا الارتفاع لسعر برميل بحر الشمال إلا انه تراجع بعد وقت قصير للعقودات الآجلة ليستقر في حدود 20,88 دولارا.
ومن العوامل التي ساعدت على هذا التطور في الأسعار البترولية يوم امس الأول الجمعة الأنباء التي تحدثت عن أن شركة تكسكو النفطية تعاني من ظروف قاهرة في بعض مواقع صادراتها في نيجيريا وهو ما يعني انها غير قادرة على الوفاء بجميع تعهدات البيع بسبب اضطرابات طائفية في دلتا النيجر.
وساعد على صعود الأسعار أيضا بيانات أذيعت هذا الأسبوع تظهر انخفاض في مخزونات البنزين والنفط في الولايات المتحدة الامريكية والتي تعتبر أكبر مستهلك للطاقة في العالم حيث تستهلك أكثر من 18 مليون برميل يوميا.
وما تزال السوق البترولية تحظى بدعم قوي من خلال تعهد جماعات لأعضاء منظمة الاوبك والدول المنتجة من خارجها على مواصلة الالتزام والتقيد باتفاقها لتخفيضات الانتاجية التي تقررت في المؤتمر الأخير وحتى الموعد المقرر لانتهائه في شهر مارس من العام القادم.
وتواصل أسعار البترول تحسنها بثقة متزايدة منذ اتفاق وزراء أوبيك واعداد الدول المنتجة من خارج المنظمة على الخفض الفاعل الذي زاد عن ثلاثة ملايين برميل يوميا لامتصاص المخزون الضخم لدى المستهلكين منذ اواخر عام 1997 وحتى معظم النصف الأول من العام الجاري.
ونظراً لقوة اتفاق مارس الماضي من حيث الخفض والمصداقية التي اتسم بها هذا الاتفاق تواصل الأسعار الارتفاع التدريجي من سعر متدن كان يدور حول عشرة دولالات للبرميل ثم أخذ في الصعود القوي اعتبارا من بداية شهر يوليو الماضي حيث تعدى العشرين دولارا للبرميل خلال الاسبوع المنتهي يوم أول امس الجمعة.
وفي اطار هذا التحسن بلغ سعر بحر الشمال في وقت سابق يوم أول امس الجمعة حوالي 20,49 دولارا للبرميل فيما تعدى سعر البرميل للبترول الامريكي من غرب تكساس 21,49 دولارا وبلغ آخر سعر للبترول لسلة الاوبك يوم الاربعاء الماضي 19,75 دولارا للبرميل فان تطوره هو الأول من نوعه منذ أوائل عام 1997م.
وكانت الأسعار في السوق الفورية تسليم سبتمبر يوم امس الأول الجمعة بعدد من الأنواع النفطية على النحو التالي: نفط عمان 19,62 دولارا ونفط دبي 19,46 دولارا نفط مربان 20,17 دولارا والنفط العربي الخفيف 19,50 دولارا والنفط العربي الثقيل 18,25 دولارا.
وتضم نفوط سلة أوبك عددا من الخام منها خام صحارى الجزائر وميناس الاندونيسي وبونا الخفيف النيجيري والخام العربي الخفيف السعودي وخام دبي وتياخوت الفنزويلي ويستموس المكسيكي.
وترى أوساط سوق البترول العالمية ان الأسعار ستتواصل تحسنها حتى مؤتمر اوبك النصف سنوي المقرر في 22 من شهر سبتمبر القادم والذي سيتقرر خلاله استمرار الأسعار على نفس المستوى الحالي أو زيادتها خاصة وان هذا المؤتمر سيقرر مستوى سقف الأوبك لانتاجها خلال الشتاء الذي عادة يزداد فيه الاستهلاك.
ويذكر ان قرار اتفاق مؤتمر مارس الماضي ينص على استمرار سقف الأوبك الحالي حتى مارس من العام القادم مما يعني ان الأسعار البترولية سوف تشهد المزيد من التحسن يتوقع معها ان تتعدى العشرين دولارا للبرميل بسهولة غير ان ذلك يرجع الى الهدف الذي يسعى وزراء الدول المنتجة للبترول الى تحقيقه خلال الفترة القادمة.
والمعروف ان معظم وزراء الأوبك ادلوا مؤخرا بتصريحات تؤكد أهمية الاستمرار في اتفاق مارس الماضي والذي نص على ان يطبق لمدة عام كامل بهدف التخفيف من ضغوط المخزون النفطي الهائل الذي ضغط على الأسعار في الفترة الماضية بشكل خطير.
|