نطرق الأبواب نتلمس ليلا يشع بياضا من طهارة النقاء, تصور جنى الليل من يسلم من ذئاب الدروب، وثعالب الزمان العتيق، التي اطلقها كافور، فأتت على عناقيد (الرمال) فأصبحت كالصريم!!
هكذا قال محدثي ثم أرسل زفيرا هائلا، كأنه يهذب فكرة رعناء، تحاول أن تمزق الألفاظ التي تحملها,, وقال بعد تهذيب:
أي نمضي بقافلة العمر التي ليس فيها إلا طلوع الفجر وصراع الليل,, لقد سئمنا تفاصيل شرب القهوة، ورسم الأماني، النوافذ الرمادية، بل والشعر المقفى منه واللا مقفى!!.
هل نعيد الركض نحو الجبال الراسية والخيام بمضارب بني هيان بن بيان، ام نلوذ بالكلام الوردي مكتفين بقارورة ماء السلسبيل؟!.
كان يسأل ويجب حين ادرك بفراسته (اليعربية) ان الصمت (أحيانا) أبلغ من الكلام!!.
كان الصمت حديثا طويلا بين القول واللاقول، ثم ضحكنا (ضحك طفلين معا) ومضى كل الى غايته!!.
ضاع الكلام بين مواصفات القوم، فهنا (السلخ) وهناك (التناص)، وثالثهما (الاقتباس)، والرابع (التضمين) والخامسة الأخرى تُسمى (وقع الحافر على الحاضر) وكثر من هذه الأخيرة لانها سهلة القول، عسيرة الاثبات، ولا عزاء لذوات الحوافر من الإنسان والحيوان!!.
هناك (على ظهيرة مرتبكة) (تموت آخر تداعيات الحياة)، وتبقى في المكان زاوية لصمت الزمان، أفلا يدركون (ان المعارف في أهل النهى ذمم)؟!
إن ساعة الشفق تمنح الحياة لونا زاهيا، ينعش بخضورية الزمان، واعتشابية المكان، فلم لا نفكر في وضعنا الفكري الماثل كجدار يريد ان ينقض؟!.
انها فرصة برتقالية تهدي المفاتيح لراغبي الدخول الى (مدن العالم السبع),, عشية تجعلنا ننظر الى ذواتنا من داخل الزمان والمكان، اللذين يستوعباننا!! فزرعة الخبز، ونسج الملابس خير من البكاء على اللبن المسلوب، كما وتظل محاولة اشعال الشموع ابرك وابهى من سب الظلام وشتم المتسبب به!! أليس كذلك يا أخا العرب؟!.

مات الخطاب,, وتلك أمنية مزروعة في ضحكة الألم!! صوت القصائد من حناجرهم نزف تدمدم في مخاض دمي ياموعدا,, ضاقت حرارته كحاية قامت ولم تقم حلَّ المساء,, ولن أعير فمي فالليل يخطو خطو منهزم!!

هامش:
* هيتان بن بيان: اسم تطلق العرب على الاسم المجهول.