مسرح ومردح الكاتبة المسرحية ملحة بنت عبدالله ,, وعبدالعزيز السماعيل اثنان من قبيلة المسرحيين محمد العثيم |
تجاوزت الكاتبة المسرحية والناقدة ملحة عبدالله كل عوائق التعريف بنفسها وبفنها الكتابي المسرحي وهو شيء ليس سهلاً لكاتبة من هذه البلاد في بلد هو مركز الفن واعني به مصر فقد اخترقت اهراماً فنية صاعدة الى مستوى العالم العربي,, وهذه السيدة من اكثر كتاب المسرح إخلاصا لفنها وحبا له وقفت في الساحة لزمن طويل بعد إكمالها دراستها الفنية في المعهد العالي للفنون المسرحية وادرج اسمها في قوائم التعاريف بالمسرحيين.
وعرفت ملحة أديبة قلقة تجاوز حبها للمسرح والمسرحية كل اعتبار ,, وكانت تريد دائما الظهور من بلدها ومن خلال جمعية الفنون لكن الرياح لم تأت بما تشتهي السفن فهي كما يعرف البعض تواصل دراساتها العليا في مصر ولم ينبر احد للتعريف بها محليا بإخراج أو إعادة بعض اعمالها لأننا لانعرف في عالم الفن الا الوجوه التلفزيونية صاحبة المشاهد أما الفنانون والموسيقيون من غير من تتعامل معهم الغوغاء الكروية وجمهور الفضاء فيغيبون وكأن المكتبات فقط أولى بهم.
هل يعرف اهل شعبة المسرح بجمعيات الفنون السيدة ملحة عبدالله ويعرفون انها سعودية الميلاد والمنشأ والتربية ,, وحصلت هذه السيدة على شهادتها في النقد من المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة وكان حصولها على الشهادة في العام الميلادي 1992 وانها كتبت في عكاظ والوفد والرياض واليمامة وغيرها من صحفنا ولديها الآن أكثر من عشرة نصوص مسرحية من أروع ماكتبه السعوديون لم ينفذ منها في المملكة نص واحد بكل أسف.
وهل تعرفون أن ملحة فازت بجائزة أبها الثقافية للعام 1995 عن مسرحيتها أم الفاس وقدمت مسرحيتها المسخ من خلال احدى الفرق النخبوية لمسرح الشباب بمصر وشاركت في المسرح التجريبي والملتقى العربي وعرضت اعمالها في الاردن وغيرها .
قال عن ملحة الناقد المرحوم أبو بكر الشلقامي باسلوبه البارع - بعد عرض مسرحيتها الممسوخون - : سئل اعرابي ما المسرح وما الإدارة,, فصمت الاعرابي قليلا وفكر وقدر,, وتقدم وأدبر ثم حزم الرأي وقرر : أما المسرح فشلال من الحب يكوي وجع الإنسان الفرد والإنسان الجماعة من خلال كتابة واعية صادقة حادة كمشرط الجراح وأما الإدارة فهي الحضن الدافئ الذي يرس بيضة الإبداع حتى تفقس في جو طبيعي وصادق,, (,,) وقام الاعرابي واتجه نحو مشرق الشمس,, والشمس رغم كل شيء توشك على البزوغ أو تكاد.
وكتب الاستاذ مصطفى منصور في مجلة نادي المسرح التي خصصت عددا كاملا عن مسرحية ملحة عبدالله (فنجان قهوة المكتوبة في العام 1993) إن ملحة عبدالله تلتقط موقفا من الحياة العربية بعد انتقالها من البداوة الى العصر الحديث في قفزة كبيرة أدت الى تعميق المفارقة في هذه الحياة بين التطور الفني المادي والتمسك بالعادات والتقاليد العريقة ذات الامتداد التاريخي الطويل في الحياة العربية ,(انتهى)
والحقيقة ان اعمال ملحة في مجملها مسكونة بهاجس حضاري مقاوم للتغير الذي عصف بالحياة فهي تعرف امرأة أسمتها أم الفاس قوية ترعى الغنم وهي تريد مثل هذه المرأة (الفارس) في التقاليد العربية بيننا دون أن تمسها الحضارة,, وملحة تحتفي كثيرا بمفردات التراث العربي الأصيل مثل أي مبدع مثقف وهي تقليدية محتفظة استحضرت التراث باهازيجه في أكثر من نص ولها براعة خاصة في الكلمة الشجية بل إن أعمالها تنم عن شجن هذه السيدة العربية الأصيلة.
وفيما بعد عرضت لملحة عبدالله اعمال خارج مصر لكني لا أ عرف أن أيا من مخرجينا تبنى أي عمل لهذه الكاتبة المبدعة وقبل ان تختفي ملحة يأساً من المسرح أعيدوها لنا باي عمل ولكم الثواب من الله مع علمي أنها أخذت موقعا مميزا ونحن بحاجة لفنها لدعم وجهنا الثقافي بعد انطفاء الإبداع.
***
الفنان المنوع عبدالعزيز السماعيل
شارك الاستاذ عبدالعزيز السماعيل هذا العام في المهرجان السادس للفرق الأهلية لمسرح دول مجلس التعاون وهو كاتب ومخرج من أكثر مسرحيينا فهما لماهية المسرح لكن عينه بصيرة ويده قصيرة فإذا ما استثنينا ابراهيم الحساوي وعددا على اصابع اليد الواحدة فإن مسرح مدينة الحساء في حال تحتاج الى ضخ الدم المعرفي قبل كل شيء في مسرح لم يسبقه للوجود في المناطق اي مسرح آخر اذا ما استثنينا عروض القصيم في الستينيات الهجرية,, وعبدالعزيز واسع الثقافة متنوع الفكر والقراءة بما يحقق له تميزاً كتابياً مسرحياً,, ولدى عبدالعزيز ثقافة اجتماعية خاصة من واقع معيشته ومعرفته بالسطح والقاع الاجتماعي على حد سواء وهو يكتب المسرحية.
وله تجربة مبكرة لاتخلو من معاناة ,, وآخر اخباره المحلية انه يخرج مسرحية بعنوان (حرك تبلش) عن فرع جمعية الفنون بالدمام والنص معالجة لمسرحية لكاتب اجنبي,, قام عبدالعزيز بالمعالجة عن إعداد الاستاذ (عبدالعزيز العطاء الله ) وهي واحدة من عشر مسرحيات تقول جمعية الفنون إنها تنوي انتاجها هذا العام.
وهذه ليست المرة الاولى التي يخرج فيها السماعيل ولا المرة الأولى التي يكتب فيها العطاء الله وليس لنا الا ان نشد على ايديهما لانهما من قبيلة المسرحيين التي لايصرفها التلفزيون عن المسرح ولكن بودي ان انبه شباب الدمام الىان البكائيات العربية أفلت مع فلول الأيدولوجيات الخاصة ولذلك لعلنا ننتظر مسرحا مليودراميا يقدم عطاء في إطار البهجة.
وفي قبلة المسرحيين آخرون بعضهم في المسرح وبعضهم في المردح وقوم يئسوا فتركوا المسرح والمردح.
|
|
|