يقول التاريخ:
سأل الرشيد يوما جلساءه عن أسوأ الناس حالا، فقال كل واحد شيئا حتى جاء دور ثمامة بن الأشرس فقال:
(أسوأ الناس حالا عاقل يجرى عليه حكم جاهل).
قال ثمامة: فتبينت الغضب في وجه الرشيد، لأنه ظن أنني أعنيه (وكان الرشيد قد حبسه لاتهامه بالزندقة) فقلت: ياأمير المؤمنين: ما احسبني وقعت بحيث أردت، وإنما عنيت حادثة، وهي:
ان سلاما الأبرش (سجان الرشيد) وأنا في السجن كان يقرأ في المصحف (ويل يومئذ للمكذبين) (بفتح الذال المشددة) فقلت له: المكذبون هم الرسل، والمكذبون (بكسر الذال المشددة) هم الكفار، فاقرأها هكذا,.
فقال سلام: قيل لي من قبل إنك زنديق، ولم أقبل.
ثم ضيق علي أشد الضيق.
فأخذ الرشيد يضحك.
ان يضحك الرشيد، فتلك نعمة أنعم الله بها على ثمامة بن الأشرس، وإلا لأنشبت الزندقة أظفارها فيه حتى الموت.
اما سلام الأبرش، فهو الظاهرة التي ملأت التاريخ في كل زمان ومكان، والتي كلما ازداد ضوءاً ازدادت هي تناسلا.
ان زماننا هذا يضم الملايين من أمثال الأبرش، وهم في تكاثر مستمر, وليس لهذه الظاهرة من لجام في الأفق المنظور.
ياايها القارىء المرخي عمامته هذا زمانك إني قد مضى زمني) ساهٍ عن الشعرات البيض يحسبها مما توهج من أفكاره شُهبا!! |
1 صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل.