أوسكار وايلد ,,و,, شيء من أعماله الخالدة ترجمة: حصة إبراهيم العمار |
* عن الكاتب:
ولد الكاتب أوسكار وايلد والذي كان يؤمن بنظرية الجمال للجمال سنة 1854م وكان من اتباع بيتر ورسكن .
عرف بمسرحياته الرائعة التي ابدعها بذكاء ومهارة تتمحور روايته الوحيدة صورة دوريان حراي 1891م حول شاب افسدته المغريات الحسية واللامبالاة الاخلاقية, كتب كذلك العديد من القصص القصيرة والحكايا والمقالات توفي عام 1900 عن ستة واربعين عاما.
* من شعره المنثور:
فاعل الخير:
كان الليل قد أرخى سدوله,, ووحيداً كان هو,, ورأى على البعد مدينة تحيط بها أسوار دائرية فاتجه وما ان دنا منها حتى سمع فيها وقع خطوت جذلى ورنين ضحكات نشوى وعزفاً قيثارياً أثيرياً يمس شغاف القلب فدق الباب وفتح له الحاجب,ولمح بيتاً جميلاً جعلت اعمدته من رخام تدلت منها أكاليل من زهر منضود كالعنب في العنقود فيما انتشرت داخل القصر وخارجه مشاعل من خشب الأرز, ودلف إلى الداخل وما ان اجتاز قاعة الشب الكريم وقاعة العقيق الأبيض ووصل ردهة الاستقبال الرحبة حتى لمح شابا مستلقياً على أريكة بلون زرقة البحر البنفسجية شعره كان متوجاً بورود حمراء فيما تضرجت شفته بحمرة النبيذ! وسار إليه حتى أصبح خلفه تماما ثم,, مس منكبه برفق وقال معاتباً ، لماذا تحيا هكذا؟
والتفت الغر إليه فعرفه:
- كنت مريضا فأبللت فكيف تريدني ان اعيش على غير الشهوات؟
وخرج الرجل تاركاً إياه في غيه واتجه الى قارعةالطريق حيث لمح فتاة عجيبة المظهر,, اصطبغت أثوابها ومحياها فيما انتعلت باللآلىء قدماها وخلفها تسلل خلسة,, كصياد شاب يافع يرتدي عباءة ذات لونين,, كان ناظراها يومضان ببريق اخاذ، حسنه يسبي القلوب,, اما عينا الشاب فكانتا تتقدان بحمى الرغبة! وتبع المتيم حتى حاذاه فمس برفق يده وقال:
- لماذا تنظر الى تلك المرأة هكذا؟
والتفت الشاب فعرفه:
- كنت اعمى فارتد إلي بصري إلام تريدني ان أرنو؟
وتركه فاتجه إلي المرأة ذات الملابس الزاهية فقال لها:
( أليس ثمة طريقة لتجنب هذا المسار؟
- دعوت الله ان يتجاوز عن خطاياي فغفر لي سبحانه,, على اني رأيت ان لهذا المسار متعة لا توصف! أجابت!
وخرج من المدينة فرأى شخصا يبكي فاتجه صوبه وداعب خصلات شعره الطويلة برفق وسأله:
- مايبكيك؟!
ونظر الرجل إليه فعرفه وقال مجيباً: كنت ميتاً فأحياني الله وهل بعد ذلك الا النحيب!
المريد
عندما توفي نارسيسوس (1) تحولت البحيرة التي كان يجد فيها متعته إلى كوب من دموع مالحة وجاء مريدوه عبر الغابة يبكون وقد اجمعوا امرهم بينهم ان يعزفوا لمياهها أعذب الألحان كيما تنسى ألم فراقه.
وعندما ادركوا انها قد تحولت الى دموع بطعم العذاب حلوا شعورهم وصاحوا بها قائلين:
- إننا لانلومك على احزانك الجمة بعد إذ انتقل نارسيوس إلى العالم الآخر لقد كان حسنه اخاذاً!
- أكان بهي الطلعة حقا؟ سألتهم البحيرة,
- ما المسئول بأعلم من السائل - لن يدرك مقدار حسنه أكثر منك كائن من كان لقد كان يمر بنا مرور الكرام اما انت فقد كنت مقصرة دوماً,, لطالما اتجه صوبك فاستلقى على ضفافك ممضياً الساعات الطوال رانياً الى مرآة صفحتك الصافية متملياً,, دونما كلل او ملل,, حسنه الأخاذ!
وردت البحيرة في براءة.
-إنما احببت نارسيسوس لأنه كان إذا استراح على حافتي وشرع يحدق فيّ لمحت في بلّور عينيه جمالي أنا!
قصيدة:
مع نسخة من,, منزل الرمّان
سر إليه,.
أيا كتابي الصغير
ذاك الذي,, على قيثارة مرصعة,.
باللؤلؤ النضير،
ما انفك يشدو,.
بحب غادة هيفاء,,.
اقدامها بيضاء,.
وشعرها حرير
وقل له بربك،
أيا كتابي الصغير,.
بأن يقلب الأوراق فيك وهلة,.
فقد يرى
حورية الشعر الحرير
ترقص بين دفتيك!
* هامش:
(1) نرسيسوس ، شاب جميل تزعم الأسطورة الاغريقية انه افتتن بجمال صورته في الماء فذوى جسده و,,, تحول إلى,, نرجس!
التعريف من: قاموس المورد
|
|
|