لليل موجة تحملني وبعض حلمها يعرفني, لقد كان للأحرف صوت يناديني يهمس: عانقيني، شكليني، حاوري البحر في زرقتي ازرعي الشمس في جبيني، كوني لي امرأة ,, أنت يا أنت,, يا فارسة تحتضن جنوني (تقطرين في دمي قصيدة , وترحلين في قلمي شفاة,, أتقاسم معك رغيفي ونعشي ,, ألون منك مجزرتي), هذا مقطع من قصيدة كتبتها وأنا في الرابعة عشرة من عمري، وقد كان طريق النشر حيئها طريقا بعيدا يستحيل علي الوصول اليه لولا وجود صديقة قريبة من القلب والحلم أخذت على عاتقها السير معي حتى بدايات الطريق, وكما البدايات ظل شوق الوصول الى النجوم خطوي, وتفرع الطريق والتمعت عيون كثيرة حولي بعضها عاشق وبعضها خائف واخرى لاتريد لي الاستمرار.
المطر,, ضجيج المارة,, الموسيقى,, وصوته، البخور,, القهوة,, الغرف القديمة,, ,, الصباح,, الغروب,, وخضرة العشب.
كل الصور السابقة تسكنني وترسم لعيوني إنساناً ووطناً لايغيب عندما يرتادني الجرح,, الحزن، والوحشه,, تلك التي لاتفارقنا حتى في أفراحنا.
تسبق العواصف روحي كلما عدت للذكريات حيث يسكن داخلي الذين احببتهم والاصدقاء الذين فارقتهم والاحلام التي ضيعتها مكان عميق بعمق الحب,.
وهكذا هي الكتابة,, عاصفة تحرق قلوبنا وتشعل اصابعنا الصغيرة لتبهج الآخرين، حلم يوشك علىالتكون وفجر يكاد يبتسم لكنه يكذب ككل الخائفين,.
قالت لي صديقة لم تزل منذ عرفتها قروية: - (لماذا تغير الناس؟ ام تراه الوقت الذي تغير؟!) واسأل نفسي: لماذا تغير الناس أم تراني أنا من تغير؟!
ملامح متداخلة، وصور متناثرة وآلاف آلاف من المتغيرات كل يوم بل كل دقيقة ونحن تائهون جائعون,, وحيارى!!
أي الطرقات نعبر لنصل !؟ أين الأمان والدفء في زمن برود البشر فاق صقيع الثلوج؟! كم من الناس يسقطون في مكائد الزيف دون أيدي تلوح لهم أن احذروا؟؟!
|