أستل من مدن الدمار عشيقتي
وأجول بين مرافيء الأيام
أبحث عن حطام سفينة
نقلت جدائلها
إلى أفق يلج بطقسه الجبلي
يغرس في رؤاها
خنجراً حجري
وأجول بين مرافيء الأيام
أبحث عن شجن
فإذا بها بردائه
يحني لقامتها الزمن
(2)
(1-2) على أبواب نُود (4)
تبكي عليك الروح يا وجع المحطات القصيرة
وتلفني بالغيم في زمن الرماد
وتنتهي خلف انطفاء حدود نافذة صغيرة
فأصبح بالبحر العريق:
مواسمي ثكلى، وقلبي مشرع
ومدائني موتى، وبحري أدمع
ونديمي الذكرى، وبيتي الأضلع
وأصيح بالعمر الغريق:
ها إنني آت إليك محملاً عبء السنين
وركام أيام تجول على حدود الذاكرة
وتصيح يا نؤد الشباب ورؤدهاه
ها إنني آت إليك بقلب طفل
فاحضنيه
ليرتوي من فيضك الوثاب
كي يثمر العنب الكسيح بقرطبة
ها إنني آت
برأس شاب
وابتلع السراب
ترك الطلاء بأرض أندلس
وأحرق ما معه
فأتى يزفك للبحار مليكة
وأزف من وجعي لأندلس
الصبايا الفاتنات، مشيب
عمري
ها إنني قد جئت أمتشق الهدايا
لارتعاشات الشفاه
آه يا رؤد الشباب
لو أنك الآن امتطيت القلب
لانفطر المشيب
وعاد يرتع في صباه
وتقربت منه النجوم
ولعانقت أشلاؤه المتمرغات بأرض
أندلس خطاه
آه يا نؤد الشباب
لو أنني أخفيك في ثوبي
وأرجع حاملاً نصري
على وجع المحطات القصيرة
لتفتقت من فيضها
جيان
وارتوت الجزيرة *
(4) نود: هي ملكة النورمان التي بعث الغزال في سفارة إليها.
(*) الجزيرة العربية.