التأثير هو أحد أم أهداف الأعمال الفنية خاصة في العمل المسرحي, ووظيفته إدخال النفوذ وممارسة الجهود وتواصلها عبر نظام فني مستقر للوصول الى استحسان الجماهير, في استعمال لموضوع وموضوعية العرض المسرحي، وكذا إبراز الأهداف والأغراض التي يتضمنها فكر العمل الفني بواسطة الاحاسيس والانفعالات المناسبة والحركة المُعبرة.
صعد التأثير في العصر الحديث على سطح البحوث العلمية لمناقشته وتفسيره (علميا) الأمر الذي قاد العلماء الى مرحلة (ما بعد التأثير) من نتائج تسمح لرجال الدراما والمسرح باستعمالها,, تطويرا للفنون المسرحية.
* التأثيرية IMPRESSIONISM
أما التأثيرية فهي حركة ثورية فرنسية حديثة المنشأ في الآداب والفنون والموسيقى تعني (الانطباع في الذهن) تقول بأن مهمة الفنان الأولى هي نقل (انطباعات بصره أو عقله الى الجماهير، وليس تصوير الواقع الموضوعي.
استعمل تعبير (الانطباعية) للمرة الأولى الصحفي الفرنسي لويس ليروى L.LEROY في إحدى مقالاته النقدية عام 1874م أثناء تعبيره عن سخريته من أحد معارض التصوير الفرنسية.
ترتبط التأثيرية (أو الانطباعية كما يُطلق عيها أحيانا) في خطوطها بأوصال الطبيعة, وقد تابع اميل زولا E.ZOLA بطل الطبيعية الفرنسيين وإمامهم كل مراحل المذهب التأثيري بعد ميلاده في مختلف فروع الفن وهو ما يتضح في دراساته ومقالاته النقدية في أوروبا, وتلعب (اللحظة، الزمن) دورا هاما في التأثيرية ما بين مرورها وانطباعها في الذهن، وحالة التلوين الفني شكلا وموضوعا.
استعملت الانطباعية المذهب التجريبي في الفن، وفي رفض للنظريات السابقة عن واقعية الفن، وذلك باختيار (اللون) وتحقيقه كأساس في فن التصوير الزيتي, ثم تحقيق ثان للواقع الذي يراه الفنان نفسه وبنفسه في لحظة زمنية او حركية لتسجيلها, وهكذا اعطى الانطباعيون المقام الأول للخطة في رفض لعالم المثل او عالم الخيال, اذ كان للحظة لديهم الأولوية على الماضي وعلى المستقبل, وهم بذلك قد أكدوا انتقالهم من مرحلة واقعية ضمن منهج تجريبي الى مرحلة ذاتية مثالية للوصول الى المتعة الحسية التي تصنعها ذات الفنان، ووفق ما يبرزه من تنظيمات لونية، وهو ما يظهر في أعمال الرسامين ديجا، ينوار، مونيه E.DEGAS, P.A.RENOIR, CL.MONET.
كما تتضح الانطباعية في فن النحت في أعمال الفنانين رودان، مايول، كاربو، مينيه، مينه، A. RODIN, A.MAILLOL, J.B.CARPEAUX, C.MEUNIER, G.MINUE.
وفي فن الأدب، نتعرف على الانتاج الأدبي الانطباعي في الرواية الأدبية وفي بعض مسرحيات الفصل الواحد, لقد سبق الفن التشكلي الانطباعي فنون الآداب التي لم تظهر إلا في ثلاثينيات القرن العشرين, اذ لم تكن هناك نوادٍ او جمعيات أدبية تدعو الى الانطباعية, وعليه فليس هناك كتاب انطباعيون كثيرون على الساحة العالمية، كما في تيارات او مذاهب أدبية أخرى.
لكن ذلك لا ينفي ان بعض الكتاب قد استعملوا بعض عناصر الانطباعية في أعمالهم وضمن تجاربهم الأدبية مثل أندريا جيد، أناتولي فرانس، بروست، ماترلنك، توماس مان، فلوبير.
A.GIDE, A.FARANCE, M.PROUST, M. MAETER LINCK, TH. MANN, G.FLAUBERT.
أما في فن الموسيقى فعمدت التأثيرية الى وضع الأصوات في المقدمة, وقد تم ذلك على أيدي التأثيريين رافيل، ديبوسي، موسور بسكي، بيزيه، فاجنر.
M.RAVEL, CL.DEBUSSY.
M.P.MUSSORGSKY, G.BIZET, R.WAGNER.
*تطور التأثيرية POSTIMPRESSIONISM
وهو تيار جديد عُرف باسم التأثيرية باسم التأثيرية المتأخرة في الفن التشكيل, كان الناقد فراي R.FRY أول من اطلق تعبير (الانطباعية المتأخرة) في احد معارض لندن التي جمعت صورا ولوحات فنية للرسامين سورات، سيزان، جوجان، فان جوخ، روسو G.SEURAT, P.CEZANNE, P.GAUGUIN, VAN GOGH, H.ROUSSEAU.
تميزت التأثيرية المتأخرة بابراز منتهى ذاتية الفنان، وفي شكل مستقل الى أبعد حدود الاستقلالية, وهي تستمد جهودها من الانطباعية الأولى المتقدمة التي سبقتها ومهدت الطريق للتأثرية، وظلت مستمرة معها في فترة زمنية واحدة كدليل على الأصالة.
إن من أهم خصائص التأثيرية المتأخرة هو افتراقها عن تيار الفن للفن والابتعاد عن الإغراق في التعبيرات الطبيعية وأساليبها في الفن، وفي جدية البحث عن قوانين خاصة تلائم التلوينات الفنية التأثيرية، كما علمت التأثيرية المتأخرة على تحقيق نصيب كل من الشكل والمضمون في العمل التشكيلي وفي توازن معقول ومقبول, إلا ان أهم ما وصلت اليه هو تسجيل ما تنقله الذاكرة الى الوعي، خاصة الانطباعات المفككة والتي عادة ما ترتبط بفعاليات الشعور المنطوية على الذات.
|